تحسن واقع السياحة في لبنان، عمّا كان عليه في السنوات الأخيرة، وبالطبع للقطاع تأثير كبير على الحركة الاقتصادية... ولكن بعض الأرقام مضخمة! كما أن الزحمة في مطار رفيق الحريري الدولي، وكثرة الحفلات الفنية وامتلاء المطاعم وأماكن السهر، لا تعني أن القطاع بأحسن أحواله.
وفي هذا المجال، يوضح أمين عام إتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي، عبر وكالة "أخبار اليوم" أن أعداد الوافدين إلى المطار لا تعكس الحركة الحقيقية للسياحة، داعياً في هذا المجال الجهات المعنية ( وتحديداً وزارتي السياحة والاقتصاد والأمن العام) إلى إجراء دراسة حول هؤلاء الوافدين، معتبراً أنه لا يصنف سائحاً من يمر عبر لبنان كترانزيت من أجل الانتقال إلى سوريا على سيبل المثال، بل السائح هو من يصرّح عن زيارته وإقامته في لبنان أقله لمدة يومين، هذا إلى جانب تحديد جنسيات السواح والمرافق التي يقصدونها.
موضحاً أن الهدف من ذلك ليس التشهير، بل في ضوء مثل هذه الدراسة يمكن تطوير الاسواق السياحية في لبنان.
وفي سياق ومتصل، سأل بيروتي عن أعداد الوافدين السوريين الذين يدخلون لبنان من أجل الانتقال إلى سوريا حيث لا مطارات في بلادهم؟ كما لا بد من الاشارة إلى أن اللبنانيين الذين يسافرون للسياحة أو لأي عمل آخر ثم يعودون، هم أيضاً في عداد الوافدين، وبالتالي إذا دخل عبر مطار بيروت يوميا نحو ٢٠ ألفاً يجب إجراء دراسة لتحديد من يأتي للسياحة والانفاق وضخ الأموال في الاقتصاد.
وفي هذا السياق، أوضح بيروتي أن الأرقام التي تنشر أحياناً عن القطاع السياحي ليست دقيقة، ولكن في المقابل يمكن أخذ نسبة الإشغال الفندقي كونها تشكل المقياس الأوضح، مشيراً إلى أنه في لبنان راهنا نحو ٤٠ الف غرفة (علماً أن عدداً كبيراً من الفنادق أقفل أبوابه أو افتتح نصف غرفه أو ما دون) ومعدل الإشغال التقريبي خلال الأسابيع الأخيرة يقدر بنحو 80% أي ما يعادل إشغال 30 ألف غرفة، علماً أن النسبة الكبيرة من الغرف تُشغل من قبل شخصين، ومعدل متوسط إقامة السائح نحو 7 أيام، ومن خلال هذه الأرقام تصبح المعادلة السياحية واضحة وبالتالي يمكن تقدير عدد السواح شهرياً بنحو 420 ألف تقريباً (60 الفا ×٧ = 420000).
إضافة إلى هذه الأرقام، تحدث بيروتي عن نحو 450 ألف لبناني يعملون في الدول العربية وأفريقيا وهؤلاء يعودون إلى لبنان في فصل الصيف، معظمهم لا يشغلون الفنادق، فقد يقيمون عند ذويهم أو في منازلهم ولكنهم قد يخلقون حركة في المطاعم والحفلات.
من جهة اخرى، انتقد بيروتي أسعار السلع التي تدخل ضمن حاجات القطاع السياحي التي ارتفعت بشكل غير مبرر، فعلى سبيل المثال سعر أحد اصناف المشروبات الروحية على مدى سنوات طويلة كان سعره في لبنان نحو 45 دولار، وفي فرنسا 32 يورو، ولماذا الآن أصبح السعر محلياً يقارب المئة دولار، أي أن الارتفاع يقدر بـ 110%، كذلك كيلو الفيليه البرازيلي لطالما تراوح ما بين 12 و16 دولاراً، أما اليوم فاصبح ابتداء من 22 دولاراً، وهذا ما ينطبق على كافة السلع، معتبراً أن هذا الغلاء من الطبيعي أن ينعكس على الأسعار السياحية!
أخبار اليوم - عمر الراسي