لبنان يغلق باب التفاوض… وبري يقرّر وحده؟

في تطوّر مفاجئ على خطّ المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن “مسار التفاوض قد سقط تمامًا”، بعد رفض إسرائيل التجاوب مع المبادرة الأميركية الأخيرة.

المبادرة التي حملها الوسيط الأميركي توم براك كانت تتضمّن وقفًا للعمليات العسكرية لمدة شهرين، وانسحابًا إسرائيليًا من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية ، أي أنها كانت تحمل في طيّاتها فرصة نادرة لخفض التوتر وفتح باب الحلول السياسية.
لكنّ الرفض الإسرائيلي، وما تبعه من إعلان بري إسقاط المسار التفاوضي، طرح أسئلة جوهرية حول من يملك القرار في السياسة الخارجية اللبنانية: هل الموقف يعكس قرار الدولة اللبنانية بمؤسساتها الثلاث، أم أنه موقف شخصي يتفرد به رئيس البرلمان دون تنسيق فعلي مع رئاسة الجمهورية أو الحكومة؟
تصريحات بري التي ختمها بعبارته الشهيرة: “أنا متشائل!”، بدت وكأنها تحمل خفة لغوية تخفي ثِقَل قرار دبلوماسي مصيري، إذ إن إغلاق باب التفاوض ليس مجرد موقف سياسي، بل تغيير في مسار لبنان الإقليمي والدولي في لحظة شديدة الحساسية.
في المقابل، تشير مصادر متابعة إلى أن القيادة اللبنانية كانت قد أبدت استعدادًا أوليًا لمناقشة المبادرة، بل إن الرئيس جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام كانا على استعداد للقاء ضمن إطار وطني شامل، قبل أن يُعلن بري نسف المسار بالكامل.
فهل أجهض نبيه بري المسار الدبلوماسي باسم الدولة اللبنانية؟ أم أن لبنان بات يُدار من منبر عين التينة أكثر مما يُدار من مؤسسات الدولة؟