حمية: التكامل التنموي بين الشرق والغرب يفتح آفاقاً واعدة

شارك وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية  في فعاليات المؤتمر العربي - اليوناني الأول في العاصمة اليونانية أثينا المنعقد تحت شعار "التميّز بالشراكة"، بدعوة من الغرفة العربية - اليونانية للتجارة والتنمية، بمشاركة وفود من ست عشرة دولة عربية ممثلين عن وزارات الخارجية، التنمية والشحن فيها، وكذلك بمشاركة عدد من وزراء وسفراء من عدة دول في العالم، بالإضافة إلى مشاركة نحو ١٣٦ شركة عربية ويونانية من كبريات الشركات الدولية المتخصصة في مجالات النقل البري والبحري والنفطي والإنشاءات والتكنولوجيا والاتصالات، هذا فضلاً عن مشاركة العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة في هذه المجالات.

وشدّد الوزير حمية الذي شارك بصفته ضيف شرف في فعاليات المؤتمر، على أنّ التكامل التنموي بين شرق المتوسط وغربه في قطاع المرافئ والنقل البحري يفتح آفاقاً واعدة لتبادل الخبرات وفرص الاستثمار في قطاع النقل البحري ولاسيما أن ضفتي المتوسط تقعان في قلب كوريدورات النقل العالمية، مشيراً الأمر "أن تكون مرافئنا وموانئنا مؤهلة لأن تكون ممراً إلزامياً إليها ومنها على حد سواء."

 

وأشار حمية إلى أنّ مشاركته في هذه الفعالية الأولى للمؤتمر البحري العربي - اليوناني الأول الجامع في حضور واسع من أهل الخبرة والاختصاص والكفاءات هو تعبير حي ومنشود لفكرة التكامل التنموي بين شرق وغرب تعزيزاً لتبادل الخبرات بينهما واستكشافاً لآفاق وفرص الاستثمار في قطاع النقل البحري وغيرها، متابعاً بأنه لا يخفى على أحد من المهتمين بأن العالم يشهد اليوم على تجذيرالعلاقات بين دولة على مبدأ تبادل المنفعة والمصالح المشتركة بينها.

 

وأضاف:" لذلك تطلعنا في لبنان على صعيد وزارة الأشغال العامة والنقل إلى كل المرافق التابعة لها ، وخصوصاً في قطاع المرافئ والمطارات والنقل على أنواعه ، بعين استراتيجية نمزج  فيها بين موقعها الجغرافي الهام ودورها الذي تستحقه ونتطلع اليه في السنوات والعقود المقبلة ".

وأردف:"كما تطلعنا إلى مرفأ بيروت أولاً الذي باشرنا فيه عملاً سريعاً ودؤوباً  يلملم جراحه من جهة، وينفض عنه غبار العجز والإحباط من جهة ثانية، فكانت القاعدة الثلاثية في التفعيل والإصلاح وإعادة الإعمار نصب أعيننا ، كوننا آمنا منذ البداية بأن نهضة لبنان لابد أن تكون من خلال نهضة مرافقه العامة، وعلى رأسها وفي ومقدمتها مرفأ بيروت، والذي نقلنا إيراداته بالتفعيل إلى ما يفوق ال ١٤ مرة ونصف ، وذلك في غضون عام ونيف فقط ، بحيث عملنا ليل نهارعلى أن نستعيد الحركة المرفئية إلى حدود ما قبل الإنفجار التي كادت أن تنعدم فيه جراء ذلك، وهذا كله بجهود المخلصين من أبناء العائلة المرفئية في لبنان، ومنهم من يتواجد اليوم بيننا".

 

أما في ما يتعلق بخطة إعادة إعمار مرفأ بيروت ، فأشار الوزير حمية إلى أنّ هذه الخطة التي هي حالياً في طور الإنجاز ستجعل من المرفأ مرفأً مرحباً ومستقطباً للاستثمارات في كل المجالات التجارية والسياحية من الشركات الاستثمارية المتخصصة على صعيد العالم أجمع، مرحباً في هذا السياق بالشركات اليونانية بأن تكون حاضرة بين تلك الشركات، ومشدداً على أن إعادة الإعمار ستكون عبر آلية تنافسية شفافة  ترتكزعلى دفاتر شروط تراعي أفضل المعايير العالمية، الأمر الذي سيترك أثراً إيجابياً لصالح تفعيل عمل الوكالات البحرية اللبنانية والعربية وكذلك اليونانية والدولية من جهة وزيادة عديدها من جهة أخرى، وذلك بفعل تنوع المجالات التي ستخدمها. 

 

كما أشار  الوزير حمية إلى أنّ الثلاثية الني تحدث عنها لم تنحصر حول مرفأ بيروت فقط ، إنما تعدتها إلى باقي المرافئ اللبنانية من صور إلى صيدا وصولاً إلى مرفأ طرابلس، مشيراً إلى أنّ هذا الأخير ازدادت الحركة المرفئية فيه إلى ما يفوق الثلاثة أضعاف عما كانت عليه في السنوات الماضية. 

وأضاف:"ما قمنا ونقوم به على صعيد قطاع المرافئ والموانئ والنقل البحري على وجه الخصوص ، انطلق من خلال رؤية استراتيجية لواقع قطاع النقل البحري على مستوى العالم أجمع ، والتي فرضت علينا مصطلحاً لا بد من وضعه على أرض الواقع ، ألا وهو التكامل المرفئي ، ليس بين المرافئ اللبنانية فحسب ، إنما أيضاً مع باقي المرافئ والموانئ العربية، وهذا ما سعينا لأجله وتم إقراره من قبل اجتماع وزراء النقل العرب الأخير في مصر، وذلك كان من خلال دراسة دقيقة لواقعها، هدفنا من خلالها الى ربط المرافئ والموانئ العربية بعضها ببعض لكي تتكامل أدوارها فيما بينها وفقاً لرؤية تخصصية علمية دقيقة، وهذه الدراسة سيتم الإعلان عنها قريباً ، وذلك بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ".

ووجه حمية في كلمته دعوة للمشاركين بأن تنفتح فكرة  التكامل للمرافئ والموانئ العربية على المرافئ والموانئ اليونانية أيضاً، وذلك من خلال التبصر بفكرة إعداد دراسة علمية دقيقة تقوم على رفد قاعدة تبادل الخبرات وتحقيق المنفعة المتبادلة وتطوير التعاون والمصالح المشتركة.

وختم كلمته بالحديث عما يحصل في فلسطين من انتهاكات وجرائم يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق شعبها ، مؤكداً في هذا السياق أنّ فلسطين ستبقى الأصل والفصل، وما يرتكبه العدو الاسرائيلي على أرضها يُعدُّ جريمة موصوفة على كل المستويات وبالنسبة للبنان ستبقى القدس هي البوصلة ، وستظل فلسطين القضية الأساس.