أوضح نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر أنّ "الأسعار تحدّد وفقاً للعرض والطلب، ولطالما كانت الأسعار تختلف صعوداً ونزولاً خلال المواسم السياحية في كافة دول العالم، معلناً أنّ معدل الأسعار في فنادق لبنان يتراوح حالياً بين 50 و500 دولار للغرفة في الليلة الواحدة، وأن الطلب الأكبر اليوم هو على الفنادق وبيوت الضيافة والمطاعم والأماكن السياحية الأفخم والأغلى.
كما لفت إلى أن التوجّه نحو الخدمات الفاخرة والأماكن المصنفة 5 نجوم وأكثر، أصبح قائماً في كافة دول العالم مع تقلّص الطبقة الوسطى بشكل لافت وزيادة عدد الأغنياء الذين يقصدون كلّ ما هو مصنّف «super deluxe».
واعتبر الأشقر أن ارتفاع الطلب على هذه النوعية من الأماكن والخدمات، أدّى إلى زيادة الاستثمارات بملايين الدولارات في المشاريع الضخمة والفاخرة، مما يحتّم عليها أن تحدد أسعاراً مرتفعة توازي كلفة المنتج النهائي أو الخدمات التي تقدمها، علماً أن الكلفة التشغيلية في لبنان أكبر من غيره من الدول بسبب تقاعس الدولة عن تأمين البنية التحتية اللازمة لعمل القطاعات.
أكّد أن جزءاً من لبنان أصبح فعلاً مثل أوروبا، مشيراً إلى أن الوافدين إلى لبنان أو حتّى جزءاً من المقيمين في لبنان يستهدفون الأماكن السياحية المميّزة والراقية والفاخرة ولم تعد تعنيهم الأماكن الأقلّ تصنيفاً، بدليل أن الفنادق والمطاعم والملاهي الأعلى سعراً والأغلى هي التي تسجل معدلات إشغال مرتفعة، في حين أن الفنادق والمطاعم التي تعتبر أسعارها متدنية أو ضمن القدرة الشرائية للجميع تعاني من شغور ومعدلات إشغال متدنية ولا يوجد طلب عليها.
وأضاف أنّ أغلى فندق وأغلى مطعم وأغلى سيارات للإيجار هي الأكثر طلباً في لبنان حالياً بسبب المهنة التي يحترفها اللبناني وهي الخدمات المميّزة التي يقدمها.
ولفت إلى وجود طبقة ميسورة جدّاً في لبنان بالإضافة إلى الوافدين من مغتربين أو سياح عراقيين وأردنيين ومصريين ميسورين وبعض الأجانب من الدول الأخرى والذين يشكلون 25% من الوافدين، ويشكلون جميعهم الفئة التي تقصد وتزيد الطلب على الأماكن السياحية الأكثر غلاء بالأسعار.
وأوضح أن الارتفاع بالأسعار مردّه إلى ارتفاع أسعار السلع عالمياً وإلى رفع الرسوم الجمركية محلياً.
كما أشار إلى أنّ هذا الأمر لا يعني عدم وجود أماكن بأسعار متدنية، إلا أن الطلب على هذا النوع من الأماكن لم يعد موجوداً في لبنان "والرخيص مش ماشي!".
وأكد الأشقر أنه على غرار كافة دول العالم عندما يكون الطلب كبيراً على خدمة أو سلعة ما ترتفع أسعارها، وعندما ينخفض الطلب عليها تنخفض الأسعار. وبالتالي فإن أسعار الفنادق في المواسم غير السياحية تنخفض لتقليص حجم الخسائر لتعود وترتفع في الصيف للتعويض عن تلك الخسائر، لافتاً في الختام إلى أن الذين يشكون من ارتفاع الأسعار ليسوا رواد تلك الأماكن بل الفئة العاجزة عن ارتيادها.