يسيطر الهدوء على مخيم عين الحلوة، بعد تطبيق وقف إطلاق النار الذي أشرفت عليه هيئة العمل الفلسطينية، فيما التحقيقات مستمرة لتسليم المتورطيين في اغتيال المسؤول من حركة فتح أبو أشرف العرموشي الذي تقول حركته إنه تعرض لكمين من طرف متشددين.
وقد ارتفع عدد القتلى اليوم إلى 11 قتيلاً بعد وفاة أحد الجرحى وسقوط أكثر من 50 جريحاً من بينهم طفل.
وفي مقابلة خاصة لـ"بلوبيرد_لبنان", أشار الصحافي والمحلل السياسي جوني منير إلى أن "الأحداث بدأت بشكل عفوي ولكن مع اغتيال مسؤول في حركة فتح تبين أن هناك من يأخذ الأحداث إلى بعد آخر، وعندما حدد من وراء الاغتيال تبين أن هناك أبعاد سياسية للاشتباكات".
وتابع منير: "هناك طرف مؤلف من 200 مقاتل منظمين بخلاف حركة فتح التي تفككت في الآونة الأخيرة، ولكن إلى الآن الخلفية الحقيقية للحدث غير واضحة".
وعن مدى تأثير الاشتباكات على الوضع الأمني في لبنان، رأى أنه "على الرغم من وجود بروتوكول بعدم دخول الجيش اللبناني إلى المخيمات، إلا أنه تم استهدافه بالقذائف والرصاص، وهذا يعني أن هناك من يريد توريط الجيش لزعزعة الوضع الأمني".
وكشف منير أن "من يستهدف الجيش هم أفراد من الجماعات الإسلامية ولديهم هدف مريب".
وسأل: "حركة حماس إلى اليوم خارج نطاق الصراع ولكن هل ستبقى تراقب؟"، معتبراً أنه "في حال تدخلت ستكون إلى جانب الإسلاميين لا إلى جانب فتح".
وأكّد منير أن "هناك علامة استفهام حول إمكانية تتطور الأمور وإلى أي مدى قد يحدث ذلك"، معتبراً أن "هناك أصابع إسرائيلية تتدخل".
ورأى منير أن "توقيت الاشتباك مريب، ولكن إلى الآن لا يوجد أجوبة حسية مرتبطة بأدلة حول من المستفيد جراء ما يحدث في المخيم".
وكان قد أشار مسؤول إعلام حركة "فتح" في منطقة صيدا، يوسف الزراعي في حديث صحفي، إلى أن "فتح ليس لديها مساعٍ لاستمرار الاشتباك في مخيم عين الحلوة، وحتى الساعة لا يوجد قرار بمعركة أو بحرب، لكن بعد هذه المجزرة سيتم التعامل بحكمة والقصاص من دم الشهيد العرموشي".
بدوره، لفت الصحافي جان عزيز في مقابلة تلفزيونية إلى أن "التوقيت مرتبط بزيارة مسؤول المخابرات الفلسطينية مجد فرج إلى لبنان منذ أسبوع".
وأشار عزيز إلى أن "هذا التفلت سوف يعيد السلاح الفلسطيني في لبنان إلى الواجهة، وهذا الأمر يخدم أجندات خارجية وإقليمية وربما بعض الأجندات المحلية".
من جهته، شدد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد على أهمية وقف إطلاق النار وتسليم الجناة المطلوبين المسببين بهذه الأحداث إلى السلطة اللبنانية، مؤكداً "أهمية العض على الجراح للمساهمة بمعالجة الوضع".
وحذر سعد في حديث صحفي من "المشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيم"، معتبراً أن "العدو الإسرائيلي متربص لنا، وله مصلحة بتفجير الأوضاع".
كما حذّر من امتداد الوضع إلى خارج المخيم ومناطق أخرى في حال لم تتم معالجة الموضوع بشكل صحيح وسريع، لافتاً إلى حالة التفلت والسلاح خارج المخيمات محملاً المسؤولية للدولة اللبنانية للاهتمام بالأمن خارج المخيمات.