انخفضت قيمة الروبل الروسي إلى أدنى مستوى لها في 17 شهراً، ووصلت لفترة وجيزة إلى 102 مقابل الدولار، ودفع ذلك البنك المركزي في البلاد إلى عقد اجتماع استثنائي، الثلاثاء، لمناقشة مستوى سعر الفائدة الرئيسي.
وفقد الروبل ما يقرب من ربع قيمته مقابل الدولار منذ غزو روسيا لأوكرانيا العام الماضي.
وأضرت العقوبات الغربية بالميزان التجاري لروسيا، وارتفع الإنفاق العسكري بشكل كبير حيث تحول الهجوم الخاطف الذي تصوره الكرملين في الأصل إلى معركة استنزاف شاقة بلا نهاية تلوح في الأفق، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
وقال البنك المركزي الروسي، الاثنين، إن الانخفاض المفاجئ في قيمة الروبل لن يهدد الاستقرار المالي العام للبلاد، وألقى باللوم على تراجع الصادرات إلى جانب زيادة الطلب على الواردات.
وقال مكسيم أوريشكين، المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لوكالة تاس للأنباء: "المصدر الرئيسي لضعف الروبل وتسارع التضخم هو السياسة النقدية الناعمة. البنك المركزي لديه كل الأدوات لتطبيع الوضع في المستقبل القريب".
كما ساهم عجز الميزانية والنقص الكبير في العمالة في ارتفاع التضخم.
وأبلغ أكثر من 40 في المئة من المؤسسات الصناعية الروسية عن نقص في العمال الشهر الماضي، وتسارع ذلك منذ أيلول الماضي، عندما أطلق بوتين حملة تعبئة عسكرية على مستوى البلاد لدعم القوات الروسية في أوكرانيا.
ويقول محللون اقتصاديون إن محاولة التمرد الأخيرة التي قادها رئيس فاغنر، يفغيني بريغوجين، وكذلك الشائعات عن موجة جديدة من التعبئة، ربما تكون سببا في انخفاض قيمة العملة.
وقال أوليغ إيتسكوكي، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، إن التراجع الجديد كان جزءا من "اتجاه دائم للانخفاض في القيمة"، وليس أزمة عفوية.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي في بورصة موسكو حاجز الـ100 روبل، الاثنين، لأول مرة منذ 23 آذار 2022، بحسب بيانات التداول.