فقدت السينما العالمية، في تموز الماضي، الممثلة والمغنية الفرنسية البريطانية، جين بيركين، عن عمر يناهز الـ76، والتي تركت وراءها إرثاً كبيراً من الأغاني والأعمال، كما تركت بصمتها في مجالاتٍ أخرى، كان أبرزها عالم صناعة حقائب اليد الفاخرة، حيث يعود لها الفضل في ابتكار حقيبة اليد الأكثر شهرة في العالم، التي حملت اسمها، حقيبة بيركين من العلامة التجارية الفاخرة "هيرميس".
في عام 1981، كانت جين بيركين تجلس بالطائرة في رحلة جوية من باريس إلى لندن، وصودف أن يجلس إلى جانبها جان لويس دوماس، الرئيس التنفيذي لشركة هيرميس، الذي ساعدها في لملمة أغراضها، بعدما تعرضت حقيبة اليد الخاصة بها للتلف.
وأثناء الرحلة، ناقش الطرفان شكل الحقيبة المثالية، وهي حقيبة يمكن أن تحتوي على كل الأشياء التي تحتاجها جين بيركين في يومها كأمٍ شابة، وحاولت رسم مخططٍ توضيحي لتلك الحقيبة التي تدور في خيالها، ما جعل توماس يفكر ملياً بذلك الرسم التوضيحي، ويصنع نموذجاً أولياً للحقيبة لحظة عودته إلى المقر الرئيسي لشركة هيرميس.
واستناداً إلى تصميم سابق، استخدمته الشركة عام 1900، والتصميم السابق والتصور الأولي الذي وضعته الممثلة الفرنسية البريطانية، تم إطلاق حقيبة بيركين الجلدية المستطيلة عام 1984.
وفي النهاية، أهدى توماس بيركين نسخةً أولية من الحقيبة، جاءت من جلد العجل الأسود، وأخبرها بأنه يريد تسمية الحقيبة الجديدة باسمها.
ورغم تسمية هذه الحقيبة باسم بيركين نفسها، فإن النجمة الفرنسية البريطانية لم تُعجب كثيراً بالتصميم النهائي، مبينةً أنه كبير جداً، وأنه بمجرد امتلائه يصبح ثقيلًا للغاية، ولم تلقَ هذه الحقيبة الرواج المطلوب على الفور.
في أواخر التسعينيات، بدأت حقيبة بيركين اكتساب مكانتها الأسطورية، باعتبارها إكسسواراً رائعاً لإكمال إطلالة النجمات، حيث حملت الكثير من النجمات هذه الحقيبة، من كيت موس، إلى فيكتوريا بيكهام.
كما بدأت حقيبة بيركين بالظهور في العروض التلفزيونية، مثل: "Gossip Girls"، و"Gilmore Girls"، ما أدى إلى ارتفاع شعبيتها، فأصبحت إحدى الحقائب المرغوب فيها لدى العديد من النجمات، مثل كيم كارداشيان، التي غالباً تقوم بإهدائها إلى صديقاتها.
يتم تصنيع أكثر من 70 ألف حقيبة كل عام بواسطة "هيرميس"، وتوجد عميلات راغبات في شرائها على قوائم الانتظار لمدة تصل إلى ست سنوات.
ويبلغ ثمن هذه الحقيبة 10 آلاف دولار (8,900 يورو) للطراز الأساسي، في حين يصل إلى 300 ألف دولار (267,000 يورو) للإصدارات الخاصة المرصعة بالألماس، ويُنظر إليها على أنها استثمار أنيق، وتتم إعادة بيعها بانتظام بسعر أعلى من سعرها الأصلي.
أي أن الحقيبة التي بدأت بمجرد رسمٍ توضيحي على متن طائرة، لاتزال لها شعبيتها بعد مرور 40 عاماً على ذلك.
وقد تم عرض حقيبة بيركين الخاصة بالممثلة والمغنية بمتحف فيكتوريا وألبرت في لندن، كجزء من معرض عام 2021 بعنوان "الحقائب.. من الداخل إلى الخارج"، وهي منقوشة بالأحرف الأولى من اسم جين بيركين.
ويقال إن "هيرميس" دفعت ما يقرب من 40 ألف دولار كعوائد مالية لبيركين سنوياً، مقابل استخدام اسمها، كما أن الممثلة لم تمتلك سوى عدد قليل من حقائب "بيركين".