هل كان الرد على قدر الطموحات أم حفاظاً على ماء الوجه؟

انتظر الجميع رد الحزب على اغتيال فؤاد شكر وعقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران واستهداف منشآت للنفط في اليمن ارتفع منسوب التحليلات والتكهنات... هل ستكون الضربة ثلاثية مشتركة أم سيكتفي كلٌّ بضربة منفصلة؟  وما هي الاهداف التي وضعها الحزب نصب أعينه؟ 
صباح الأحد باكراً قام حزب الله بعملية مركبة من مرحلتين ما بين قصف المواقع واستهداف العمق بأسراب من المسيرات.  وانطلقت عشرات المسيرات الانقضاضية باتجاه قواعد عسكرية اسرائيلية ، أبرزها قاعدة ميرون على جبل الجرمق وهي واحدة من قاعدتين اساسيتين للقواعد الجوية الاسرائيلية،  وتغطي " ميرون" المنطقة الممتدة من سوريا ولبنان وشمال الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط. وتصنف قاعدة ميرون مركزاً للمراقبة وإدارة الملاحة كما تضم مقراً رئيسياً للتشويش الالكتروني.  
استهدفات حزب الله وبحسب إعلامه الحربي، شملت ثكنة كيلع، وهي مقر الدفاع الجوي والصاروخي التابع للفرقة 210 ، كما ثكنة يوآف وهي قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ تتبع قيادة المنطقة الشمالية، إضافة الى مقر قيادة الفرقة 210 في قاعدة نفح وثكنة راموت نفتالي وهو مركز سرية حدودي وقاعدة عين زيتيم وهي مقر قيادة الفيلق الشمالي.
 لكن الهدف الاستراتيجي تمثل باستهداف حزب الله موقعين إستخباريين في منطقة غليلوت شمال تل أبيب ،أحدهما يتبع لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) ويسمى شعبة أمان والثاني تابع للوحدة 8200.
وتبعد غليلوت عن الحدود اللبنانية 110 كلم وعن تل أبيب 1500 متر وهي قاعدة مغلقة وأكبر قاعدة تنصّت تتفرد بنظام خاص بها ، وتمثل للجيش الاسرائيلي  إحدى أكبر وحداته النخبوية ويتقن أغلبية أفرادها اللغة العربية والفارسية.
الجيش الإسرائيلي من جهته أكد أنه استبق عملية الحزب بضربات وقائية شاركت فيها 100 طائرة مقاتلة استهدفت مناطق في الجنوب اللبناني. 
البعض اعتبر أن الرد جاء على مستوى طموحات جمهور المقاومة واغتيال فؤاد شكر، فيما شكك اخرون بحجم الرد خصوصاً أن الحزب وعلى عكس عادته لم يظهر فيديو يوثق فيه العملية بل اكتفى بفيديو اعتمد فيه على تقنية الغرافيكس ورمى الكرة بملعب الإسرائيلي الذي لم يعترف بما حدث.