حوصر اللبنانيون لأكثر من ساعتين في سياراتهم ليس بسبب حادث سير بل بسبب مرور الشاحنات في توقيت غير مناسب.
زحمة سير خانقة أجبرت السائقين على البقاء في أماكنهم وشلّت الحركة كلياً ما سبب انزعاجًا وامتعاض العديد منهم.
وللعلم أنه يمنع سير الشاحنات في محافظتي بيروت وجبل لبنان اعتبارا من الساعة 6,30 حتى الساعة 9,30 صباحا، ومن الساعة 16,00 حتى الساعة 19,00 من يوم الاثنين حتى يوم الجمعة.
بالإضافة إلى أنه يمنع سيرها من الساعة 12,00 من ظهر كل يوم سبت ولغاية الساعة (صفر) من صباح يوم الاثنين الذي يليه.
أما صهاريج مستودعات النفط الكائنة في منطقة جبل لبنان فيمنع خروجها اعتبارا من الساعة 16,00 وحتى 19,00 طيلة ايام الاسبوع.
وعليه فزحمة السير وقعت من الساعة العاشرة حتى الساعة 12 ظهراً أي في وقت سماح مرور الشاحنات. وسبّبت مشاكل للعديد من المواطنين الذين اضطروا على تحمّل سير الشاحنات معهم ناهيك عن الطريقة التي تسير بها الشاحنات على الطرقات مثل التسابق ومحاولة "الدوبلة" عن باقي السيارات وعدم الالتزام بالسرعة القصوى المسموح على الاوتوسترادات. بالإضافة عدم الالتزام بخط اليمين وعدم التجاوز إلا في حالة الضرورة القصوى
القرار الخاطئ بسير الشاحنات في هذا التوقيت يتحمّل مسؤوليته وزير الداخلية الذي عليه إعادة النظر به لأنه تسبب بحجز المواطنين في سياراتهم لساعات كما بتأخرهم عن أمورهم اليومية.
قرار السماح للشاحنات بالرور على الطرقات بين الساعة 9:30 صباحاً حتى 4:00 مساءً ليس إلا بقرار غير صائب.
فالجميع يخرج صباحاً إلى عمله وبعض الأشغال تنتهي قرابة الرابعة مساءً. لذا بهذه الحالة يكون المواطن رهينة مزاج سائق شاحنة كل هدفه الوصول بأي طريقة كانت غير آبه بما يحصل وبأي طريقة يصل. فما بالكم بعدد كبير من الشاحنات يغزو الطرقات في أوقات الذروة.
طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها الشاحنات بحجز المواطنين في سياراتهم لوقت طويل لكن الفضيحة هو عدم أخذ وزير الداخلية ما يحصل على الطرقات بعين الإعتبار وإعادة النظر أو حتى تغيير أوقات مرور الشاحنات إلى الليل حتى لا تزعج أحدًا ولا تتنافس وتسبب زحمة سير خانقة الجميع بغنى عنها.