لجنة المال أوقفت الزيادات الضريبية على الرواتب.. كنعان: من أين ستدفع الناس؟

عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان تابعت فيه درس وإقرار مشروع موازنة العام ٢٠٢٤، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل والنواب: علي فياض، آلان عون، علي حسن خليل، رازي الحاج،سيمون أبي رميا، حسن فضل الله، بلال عبد الله، جميل السيد، ملحم خلف، راجي السعد، جان طالوزيان، جهاد الصمد، أيوب حميد، ابراهيم منيمنة، نجاة عون صليبا، وضاح الصادق، مارك ضو، فريد البستاتي، عدنان طرابلسي، طه ناجي، حليمة قعقور، امين شري، ابراهيم الموسوي، محمد خواجة.
كما حضر: مدير عام وزارة المال بالانابة جورج معراوي، مدير الواردات في وزارة المال لؤي الحاج شحادة، رئيس نقابة خبراء المحاسبة في لبنان عفيف شرارة، وعضوا نقابة المحاسبة المجازين جوزيف متى ومحمد مزهر.


وعقب الجلسة قال النائب كنعان: " أردت التحدث للإعلام اليوم لتوضيح بعض المسائل التي يبدو من خلال بعض ما أقرأه في الإعلام وما أتابعه من نقاشات، أن الكثير منها بدأ بإضاعة من هو صاحب الاختراع الذي اسمه التشكيك بالموازنة واعتبارها كارثية، وتفنيدها عملياً وجدّياً لا شعبوياً، كما يحاول البعض الاحياء من خلال التعميم ورمي المسؤوليات بالشعبوية والفساد لتصوير نفسه كملاك. فمن يناقش هذه الموازنة بنداً بنداً ومادة مادة، هي لجنة المال والموازنة. ونحن نقوم بعملنا كاملاً، وكنا نكتفي بالبيانات بعد كل جلسة للإشارة الى الأخطاء التي يتضمنها مشروع موازنة 2024، وما صوبّناه في اللجنة".

وأضاف: "التغيير الفعلي ويؤدي إلى التصويت على بنود الموازنة سلباً ام ايجاباً هو العمل الذي نقوم به في مجلس النواب ولجنة المال والموازنة. وما نقوم به ليس مجرد إبداء رأي وتحليل أو تنظير "من برا" إنما مناقشة وتفنيد لبنودها لتعديلها بنيوياً او حتى اسقاطها إذا أقتضى الأمر في الهيئة العامة".

وتابع: "لقد اتفقنا اليوم على رفض الزيادات بالنسب والشطور على الضريبة على الرواتب ولكن هذا لا يعني إلغاء الضرائب القائمة والنافذة بمعزل عن الموازنة. وهناك من يقول إن الضرائب على الرواتب والأجور انخفضت من 4000 مليار بالسنة إلى 1000 مليار، فالحل بزيادة النسب على الضرائب على الناس. فالتهريب مفتوح وأموال الناس في المصارف والنمو صفر وليقل لنا من ينظّر لهذه الزيادات على خلفية الحاجة إلى ايرادات من اين ستدفع الناس بظل الوضع الإقتصادي المنهار وحجز ودائعها حتى اليوم في المصارف".

وأشار كنعان إلى أن "استحداث رسوم جديدة وضرائب جديدة لا يجوز دستورياً في الموازنة، وبشكل عشوائي من خلال زج مواد بهذه الطريقة. فنحن واقعيون وقانونيون بالتعاطي، ونطالب الحكومة بواجباتها، فطرح ضرائب جديدة يكون من ضمن رؤية متكاملة ليعرف المواطن ما هي الخدمات التي سيحصل عليها في مقابل هذه الضرائب".

وأكد كنعان أن "تحسين الإيرادات يتم بتكبير حجم الإقتصاد وبسياسة تعافي صحيحة. فهناك من يتحدّث منذ أربع سنوات، عن صندوق استرداد الودائع وتغذيته الموعودة. فحتى اليوم لم نر "ولا مليم" هذا الصندوق. وبالأمس جرى الحديث عن أن هذا المشروع لا يزال في مجلس الوزراء، وهناك طرح لوضع ضريبة على من سددوا قروضهم بالدولار على سعر 1500 ليرة.  فما الذي يؤمنه ذلك؟ ولماذا لم تطرح هذه الأفكار من قبل؟ أليس موقفنا الرافض لتجاوز قضية الودائع وصندوق استردادها كما ورد خالياً من اي مصدر تغذية الذي ادى الى طرح افكار وقوانين عملية لمحاولة رفده بالتمويل؟وما الذي تؤمّنه من إيرادات؟ ولماذا لم يرسل المشروع الى مجلس النواب لدراسته؟".

أضاف: " "طنطنوا" الإعلام بإعادة هيكلة المصارف. و"طلع" المشروع لا يزال في مجلس الوزراء اذ بالأمس يقولون أنهم وافقوا عليه في الحكومة يعني لم تتم إحالته حتى اليوم الى مجلس النواب".

وقال: "الحكومات مسؤولة عن المشاريع التي ترسلها الى مجلس النواب. أو لم تقرأ الحكومة مشروع موازنة 2024 بكوارثه؟ وهل يعقل ان تأتينا اتصالات من الحكومة لرفض بعض البنود وضعتها الحكومة نفسها في الموازنة ؟".

وسأل كنعان: "أليست الحكومات المتعاقبة مسؤولة عن سياسات الهدر والفساد المالي والنقدي والتي قلنا فيها وواجهناها في لجنة المال منذ ٢٠١٠ واصدرنا التقارير وأحلناها الى القضاء المالي؟".

وذكّر كنعان بأن "الدولة بلا حسابات مدققة حتى اليوم ولن نقبل بالأرقام كما هي ونكرر المطالبة بتدقيق من شركة حيادية ذات سمعة عالمية بموجودات الدولة والمصارف لأن ذلك لمصلحة الإستقرار النقدي واستعادة الثقة و بالتأكيد المودعين والتعافي السليم".