اعتادت دار "Burberry" على تقديم أحد العروض الأكثر انتظاراً في أسبوع لندن للموضة، وذلك منذ أن تسلّم المصمّم دانيال لي مهام الإدارة الإبداعية فيها وسعى إلى تجديد الكلاسيكيات البريطانية وتقديمها بأسلوب عصري وخطوط جريئة.
قدّم لي عرضه الثالث لدار Burberry في اليوم الأخير من فعاليات أسبوع لندن للموضة، حيث نصب خيمة ضخمة في حديقة "فيكتوريا بارك" الشهيرة وغطّى أرضيتها بما يُشبه العشب المُتنامي، وهو بحث عن مصادر إلهام لتصاميمه في البيئة الطبيعيّة الفريدة لإنجلترا مع حرصه على توفّر عنصري الحماية والدفء كعاملين أساسيين في معظم إطلالات مجموعته الخاصة بالخريف والشتاء المقبلين.
شكّل المعطف القطعة الأساسيّة في هذه المجموعة، وقد تمّ تنفيذه بخامات الجلد، والفرو الإصطناعي، والجوخ، والقماش الواقي من المطر أما تحته فظهرت البدلات المُقلّمة، التنانير الطويلة التي زيّنتها الطبعات الإسكتلنديّة، الأثواب الصوفيّة، الأوشحة التي زيّنتها مربعات Burberry الأيقونيّة، وحتى ملابس السهرة.
وتضمّن العرض أيضاً مجموعة من سترات "البومبر" التي تمّ تنسيقها مع سراويل "كارغو" واسعة وكنزات صوفيّة محبوكة.
ولم يغب معطف "الترنش" التقليدي عن تصاميم هذه المجموعة، وهو حافظ على طابعه التقليدي رغم دخول تعديلات عليه تمثّلت بالياقات المرتفعة جداً والسحّاب القصير الذي جاء مُرافقاً لأزرار متوسطة الحجم.
أما اللوحة اللونية التي خيّمت على العرض فجأت مستوحاة من الطبيعة بغاباتها الخضراء وعناصرها الترابية، وقد ترافقت التصاميم مع أكسسوارات تألفت من أحذية عالية الساق وحقائب تزيّن بعضها بالمربعات التي ظهرت أيضاً على أوشحة التفّت بأسلوب مُبتكر حول الرأس، ما يجعل الأسلوب اللندني شهيراً في مجال الأناقة هو الطريقة التي يرتدي بها الناس أزياء في مدينة تُفاجئ سكانها باستمرار.
ويعتمد سكّان لندن ملابس سهلة وعمليّة، وهم يُخططون لاختيار ملابسهم بما يتناسب مع حياتهم في المدينة الضبابيّة. فهمت دار Burbery جيداً هذه المُقاربة في مجال الأناقة وبنت حولها تصاميم خرجت من الإطار المحلّي لتتوجه إلى جمهور عالمي يتذوّق حرفيّتها وأسلوبها في مجال الأناقة.