توفي مصمم الأزياء كلود مونتانا في باريس عن سن تناهز 76 عاماً، بعد مسيرة كان فيها الراحل أحد الوجوه البارزة في عالم الموضة خلال ثمانينات القرن العشرين. وأفاد أحد المقربين من مونتانا لوكالة فرانس برس "أبلغني مستشفى بروتونو في باريس بوفاته" صباح الجمعة، مشيراً إلى أن المصمم الذي وُضع تحت الوصاية عانى العزلة قبل رحيله.
وولد مونتانا في باريس في 29 حزيران 1947 لأب إسباني وأم ألمانية، وبعد أن قضى طفولته في عالم منفتح على الفن، على الرغم من أن والده كان متشدداً، غادر بعد حصوله على شهادة البكالوريا في مدرسة كوندورسيه الثانوية في باريس إلى لندن في العام 1967. وهناك ابتكر مجوهرات من الورق المعجن. وعندما عاد إلى باريس في نهاية الستينات، باع تصاميمه لمجلات أزياء مختلفة.
وبرز مونتانا خلال السبعينات، واكتسب شعبية خلال الثمانينات، وحقق شهرة عندما انضمّ العام 1990 إلى دار "لانفان" في الذكرى المئوية لتأسيسها، ونال فيها مرتين "النرد الذهبي"، الأهم بين جوائز الموضة. وأنشأ علامته التجارية الخاصة العام 1979، وأصبح أحد نجوم عالم تصميم الأزياء في باريس.
وكانت عروض تشكيلاته مسرحية الطابع، ووصفها المصمم كريستيان لاكروا بـ"الكبيرة". وبعد رفضه عرض دار "ديور" لتولّي منصب المدير الفني فيها وليكون مسؤولاً عن الهوت كوتور والملابس الجاهزة في آن واحد، انضم إلى "لانفان" التي كانت تسعى إلى إنعاش تشكيلاتها.
لكنّ مونتانا عانى مشاكل صحية، وفي العام 2008، تعرض للضرب في منزله من راقص التقاه في ملهى ليلي. وتسبب له هذا الاعتداء بآثار بالغة. كذلك واجه محاكمة اتهمه فيه المعتدي بأنه نقل إليه التهاب الكبد الوبائي. ومع أن موناتانا كان يعود بين الحين والآخر إلى عالم الموضة، فقد غاب عن الواجهة بسبب مجموعة صعوبات عاناها. وفي العام 2018، قال كلود مونتانا "نعم، أفتقد الموضة بصورة رهيبة"، مضيفاً "أصبحت من القدامى، وتم نسياني".