لا شكّ أنَّ جريمة قتل منسق "القوات اللّبنانية" في جبيل باسكال سليمان أعادت إلى الواجهة خطر التفلت الأمني الحاصل، في ظلّ غياب رأس الدولة، وبالتالي تفكك مؤسساتها الواحدة تلو الأخرى، فيما يسيطر الخوف من انفجار فتنة طائفية في الداخل اللبناني، خاصةً بعد ما توصلّت إليه التحقيقات في القضية، والكشف عن هوية المنفذين.
وفي وقت شهدت فيه مناطق عدّة توتراً كبيراً، بسبب ردّات الفعل العنيفة، حيث عمد بعض المواطنين إلى الاعتداء على النازحين السوريين، وتحطيم سياراتهم… برزت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تحثهم على مغادرة المناطق وتحذرهم من فتح محالهم ومؤسساتهم التجارية، تفادياً لما ستؤول إليه الأمور من غضب وعنف وتفلّت أمني، و"لقد أُعذِرَ مَن أَنذَر"، بحسب ما تضمنت البيانات.
تعليقاً على الوضع الأمني المستجدّ، لفت الخبير العسكري والإستراتيجي العميد خليل الحلو في حديث لمنصّة "بلوبيرد لبنان" إلى أنّه وفقاً لما توصل إليه التحقيق حتّى الآن، فإنَّ جريمة قتل باسكال سليمان هي عملية سرقة من قبل عصابة منظمة تحظى بحماية على طرفي الحدود، مشدداً على أنَّ الحدود عندما تكون متفلتة مع توفّر حماية لشبكة منظمة مثل هذه، فإنَّ هذا الأمر إن دلّ على شيء، فهو يدلّ حتماً على أن هناك سيطرة حزبية على الحدود، كما "أننا نعي أن حدودنا الشمالية والشرقية الشمالية يستعملها "حزب الله" للتنقّل من الداخل السوري وإليه".
وأشارَ الحلو إلى موضوع السيطرة على المعابر الشرعية، قائلاً إنَّ الفساد مستشرٍ في هذه المعابر، إذ إنَّ هذه العصابات التي تتجاوز الحدود لتهريب الممنوعات والبضائع كما الأشخاص من الاتجاهين، لا يمكنها أن تتجول ليلاً ونهاراً على مرأى من أبراج المراقبة التابعة للجيش والأجهزة الموجودة دون حماية من جهات معيّنة.
وإذ دعا الحلو الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الشأن، أمل أن يشكّل اغتيال باسكال سليمان حافزاً لضبط الحدود في وجه التهريب.
إذاً، لبنان على فوهة بركان يشي بانفجار وشيك ما لم يتدارك المعنيون الأمور ويضبطوا النفوس، تفادياً لانزلاق البلد نحو منعطفات خطيرة.