مع كل موسم دراسي يعود "كابوس الأقساط" فبينما يفترض أن يكون التعليم حقاً مقدساً بات ورقة ضغط وابتزاز بيد إدارات المدارس الخاصة. زيادات خيالية وعشوائية تتخطى 40% وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من الضعف تُفرض على الأهل من دون أي مبرر وكأن الأزمة المعيشية لا تكفي.
تغيب المدرسة الرسمية تاركة 70% من العائلات تحت رحمة القطاع الخاص والعائلات تنهار تحت عبء الدفعات ولوائح الأقساط وكأن الهدف تأمين أرباح سريعة لا خدمة التربية.
إلى جانب القسط، تفرض المدارس الملحقات مثل الزيّ المدرسي الذي يتغيّر سنوياً لأسباب واهية وكتب جديدة تُفرض بحجة التطوير بينما الحقيقة أنها أداة إضافية لسلب الأهل.
أربع سنوات فقط كانت كافية ليقفز القسط بأكثر من 500%. هذه ليست أزمة تعليم، بل استغلال لحاجة الناس وحقوقهم من كارتيل منظم لا يراعي الإنسانية.
لكن لماذا لا تتحرك وزارة التربية لمراجعة موازنات المدارس والحد من هذه الفوضى التي تطيح بما تبقى من قدرة اللبنانيين على الصمود؟