أسعار القمح تُحلق.. روسيا توقف اتفاق الحبوب وردود فعل مندّدة

 أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف في الإفادة اليومية اليوم توقف صفقة الحبوب، وأكد إمكانية عودة روسيا إليها على الفور بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها. 

وتابع: "الصفقة توقفت اليوم، إلا أن روسيا مستعدة للعودة إليها بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها".

من جانبها قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "روسيا أبلغت رسمياً اليوم كل من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة باعتراضها على تمديد صفقة الحبوب".

وكان وزير الخارجية الروسي أكّد في الاجتماع 46 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، أنه "إذا لم ينجح الجزء الروسي صفقة الحبوب، فلن يكون هناك حديث عن تمديدها".

وإثر هذا الإعلان، قفزت العقود الآجلة للقمح في الأسواق العالمية اليوم. وبحلول الساعة 12:09 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة للقمح لشهر ايلول المقبل بنسبة 3.82% إلى 683 دولاراً للبوشل (وحدة قياس وزن الحبوب في الأسواق العالمية).

كذلك ارتفعت أسعار غلات زراعية أخرى، ومنها الذرة التي صعدت عقودها الآجلة بنسبة 1.56% إلى 521.75 دولاراً  للبوشل، وفقا لبيانات وكالة "بلومبرغ".

وفي سياق متصل، أكّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ثقته أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب باستمرار اتفاقية الحبوب، قائلاً: "سأتواصل معه قريباً في هذا الصدد".

ولفت إردوغان، في مؤتمر صحفي عقده بمطار أتاتورك بإسطنبول قبيل انطلاقه في جولة خليجية تبدأ من السعودية، إلى أنه بالرغم من التصريحات المتحفظة على تمديد الاتفاقية الصادرة اليوم "أؤمن أن الرئيس الروسي بوتين يرغب باستمرار هذا الجسر الإنساني".

وأشار إلى "أننا ربما نتخذ خطواتنا عبر اتصال هاتفي مع بوتين من دون أن ننتظر حلول موعد زيارة بوتين لتركيا في آب".

من جهةٍ أُخرى، أبدى أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، "أسفه الشديد لقرار روسيا إنهاء اتفاق حبوب البحر الأسود، بما في ذلك سحب الضمانات الأمنية للملاحة"، معتبراً أن "الملايين سيدفعون ثمن انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الأوكرانية"، مشيراً إلى أن "اتفاق موسكو مع المنظمة الدولية لتسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية انتهى أيضا". 

أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، فمن جهتها، نددت بانسحاب روسيا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، واصفة إياه بأنه "عمل وحشي".

ولفتت في تصريح، إلى أن "روسيا توجّه ضربة جديدة للأكثر ضعفاً، هذه المرة عبر تعليق مشاركتها في مبادرة حبوب البحر الأسود. إنه عمل وحشي جديد"، مشيرةً إلى أنه "في وقت تمارس روسيا ألعاباً سياسية، فإن أناساً فعليين سيعانون. طفل في القرن الإفريقي سيعاني سوء تغذية حادّ، أمّ لن تمنح رضيعها حليباً لأن ليس لديها ما يكفيها لإطعام نفسها... هناك عواقب للأفعال الروسية، هكذا يكون الوضع حين تقرّر دولة احتجاز الإنسانية رهينة".

وشدّدت السفيرة الأميركية على "حاجة العالم لمبادرة البحر الأسود"، داعيةً روسيا إلى "قلب قرارها واستئناف المفاوضات وتمديد هذه الاتفاقية التي تتيح تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود منذ عام".