أسعار القرطاسية "جنونية".. والعام الدراسي "جود بالموجود"

"بالنسبة لبكرا شو؟"، يعيش أهالي الطلاب في لبنان على هذه المقولة قلقين حول مصير أولادهم، إذ يواجه بدء العام الدراسي هذا العام مهمة صعبة، وهي تأمين مستلزماته من كُتب وقرطاسية، فتحت عنوان "جود بالموجود" يبدأ الطالب عامه الدراسي هذه السنة. 

الدولرة وصلت الى أسعار القرطاسية أيضاً، وفي اتصال مع مالك مكتبة العصرية، وهي إحدى المكاتب التي توفّر الكتب المدرسية والقرطاسية، تفاجئنا بالأسعار، إذ أن سعر الشنطة، أبسط الحاجات وأهمها بالنسبة للطالب، يبدأ بـ30$، والقرطاسية تبدأ بـ خمسين دولاراً، وطبعاً "كل مدرسة شِكل"، فالمستلزمات والطلبات تختلف من مدرسة لأخرى.

أما بالنسبة للكتب المدرسية، ففي المرحلة الإبتدائية، تتراوح بين 100-120$، في المدارس الخاصة، أما المرحلة الثانوية تتراوح بين 120-150$ حسب المدرسة. 

وفي جولة على الأسعار عن قرب، قلم البيك الشهير الذي كان يُباع بـ 250 ليرة أصبح بـ25,000، وعلبة أقلام الرصاص كانت بـ 3500 ليرة أصبحت بـ 80,000، وقلم الحبر الستيلو سعره بين 45 إلى 150 ألفاً! 

يستعد أهالي الطلاب في مثل هذا الوقت من كل عام لاستقبال السنة الدراسية الجديدة، وهذه السنة يرفعون الصرخة ليس بسبب الأقساط فقط، ولا بسبب وسائل التنقل والبنزين بل أيضاً الكتب والقرطاسية! 

قالت والدة كل من ليا وجاد، "مجبورة اشتري كل شي سوا.. بس بتروحي ما بتقدري تشتري كل شي"، لسببين، أول سبب جنون الأسعار، "عاملي حسابك شي بيطلع شي ثاني" و"الرقم خيالي"، وثانياً عدم توفر كل شيء!
وأضافت: "كتاب اليوم مرحلة أساسية، في مدرسة خاصة سعره 50$، أما في الابتدائي القرطاسية من شنطة وأقلام وأمور بسيطة 100$ وكتبه 150$ وبعد في كتب مش موجودة.. وعم نحكي عن مدرسة خاصة متوسطة المستوى".
أما حسن، وهو أب لفتاة في المرحلة المتوسطة، فقال: "إنّ الوضع بات متعباً ومقرفاً جداً، وكأن التعليم في المدارس الخاصة للفئة الأرستقراطيّة".  

وأضاف: "نكدح في عملنا من أجل تعليم أطفالنا غير أنّ القرطاسيّة أصبحت تساوي معاشاً كاملاً"، مضيفاً بحرقة باكياً "عنجد شو بعد نطرنا"! 

وتقول هند وهي أم لطفلين توأم في الصف الرابع، "مش مقبول.. الله لا يوفقن شو عم يعملو فينا"، مؤكدة أن سعر القرطاسية لطفليها قد تجاوز الـ140$، مشيرة الى أن الوضع غير مقبول "وما في شي نعملو.. أهم شي ولادنا يتعلمو"، "صرنا نخبي قرطاسية من سنة لسنة.. لنخفف ع حالنا.. بكونوا نسيوا لولاد، بركي فرحنا قلوبن".