انتهى عصر "صيرفة" مع نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة في أواخر تموز الماضي، ليبدأ عصر حاكم "المركزي" بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، شاهداً على إطلاق منصة "بلومبيرغ" البديلة لـ"صيرفة" في تشرين الأول المُقبل، بعدما وافقَ عليها مجلس الوزراء في جلسته الأربعاء، وذلك عقب استدراج عدّة عروض شاركت فيها كلّ من رويترز وبلومبيرغ، نجحت في سياقها الأخيرة. فما هو دور المنصة الجديدة، وهل من تأثير فعليّ على سعر الصرف؟
يشرح الخبير الاقتصادي الدكتور جاسم عجاقة أنَّ "بلومبيرغ" منصة إلكترونيّة تقوم على مبدأ العرض والطلب، وتتميّز بشفافيّة عالية، إذ ترتكز في عملها على عرض طلبات الوسطاء أيّ المصارف أو شركات البورصة عبر المنصة، لتحدّد الأخيرة السعر، وبالتالي يعتمده السوق، كاشفاً أنَّ باعتماد منصة "بلومبيرغ" في لبنان سوف يتمّ تحرير سعر الصرف بالكامل.
وحول طريقة عمل هذه المنصة في لبنان، أوضح عجاقة في حديث خاص لـ"بلوبيرد لبنان" أنَّه "سيتمّ شراء هذه المنصة، إلّا أنّ لا تفاصيل حتّى الآن ما إذا كانت ستتمّ استضافتها في أميركا أو لبنان أو أيّ بلد آخر، ما سيؤدّي بدوره إلى تمتين العلاقات بين المصارف أو المؤسسات المالية الأخرى التي لديها اشتراكات من بلومبيرغ"، مشدداً على "ضرورة أن تخضع هذه المنصة لرقابة هيئة الأسواق المالية، وإلا ستواجه العديد من الشوائب، وبالتالي لن يتمّ تصحيح الخلل تبعاً للقوانين اللّبنانية".
أمّا عن تسميّة المنصة البديلة لـ"صيرفة"، أشارَ عجاقة إلى أنَّ "لا أسس محددة لإطلاق هذه التسمية، بل إنّها وبكل بساطة تعود بالنسبة إلى شركة "بلومبيرغ" العالميّة".
إذاً، اللّبنانيون كما السوق المالية يترقّبون موعد إطلاق "بلومبيرغ" وما ستحمله من نتائج ملموسة على الاقتصاد النقدي اللّبناني، فضلاً عمّا سيحلّ برواتب القطاع العام والتغيّرات التي سيشهدها لبنان في ظلّ الأزمة المتفاقمة التي أهلكت مؤسساته الاقتصادية ومرافقه الحيوية كافة.