أول سكة حديدية بين العراق وإيران

أعلن مستشار كبير في مجال النقل أن العراق يتطلع لاستكمال ‏أول خط للسكك الحديدية يربطه بجارته إيران خلال 18 ‏شهراً، مما يسهم بشكل كبير في تسهيل نقل ملايين الزوار ‏للمزارات الشيعية في العراق كل عام.‏

ويمتد خط السكك الحديدية الذي يبلغ طوله نحو 30 كيلومتراً ‏من مدينة البصرة بجنوب العراق إلى بلدة شلمجة الحدودية مع ‏إيران، مما يزيد من الروابط بين البلدين التي توطدت بعد ‏الغزو الأميركي للعراق العام 2003، وما تلا ذلك من زيادة ‏نفوذ الأحزاب الشيعية الموالية لطهران في بغداد.‏

وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون النقل ناصر ‏الأسدي: "من المتوقع أن ‏نرى تحرك القطارات خلال 18 شهراً تقريباً بسبب قصر ‏المسافة".‏

 

وأضاف أن "الحكومة تعتزم أيضاً مد خط لمترو الأنفاق بين ‏كربلاء والنجف اللتين تمثلان مقرا لرجال الدين الشيعة في ‏العراق".‏

 

وخاض العراق وإيران حرباً دامية استمرت ثماني سنوات في ‏ثمانينيات القرن الماضي، وزُرع خلالها عدد كبير من الألغام ‏في جزء كبير من المنطقة الحدودية بين البلدين.‏

 

لكن منذ أن أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين العام 2003 ‏أصبحت الأحزاب الشيعية المقربة من طهران ذات تأثير ‏سياسي كبير في بغداد وزادت العلاقات الاقتصادية والدينية ‏بين البلدين.‏

 

وأشار الأسدي إلى أن "العمل جار لتطهير المنطقة قبل بدء ‏العمل على الأرض لإنشاء خط السكك الحديدية".‏

 

ويشارك نحو 20 مليون مسلم معظمهم من الشيعة كل عام في ‏إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء في ‏العراق.‏

 

ويسير عدد كبير منهم مئات الكيلومترات من الحدود الإيرانية ‏العراقية إلى كربلاء، فيما يقود البعض سياراتهم أو يستقلون ‏حافلات مكتظة بالركاب، مما يزيد من عدد الحوادث.‏

 

ولفت الأسدي إلى أن "خط السكك الحديدية سيقلل من مخاطر ‏وقوع مثل هذه الحوادث وسيسمح للعراق بالاستفادة مالياً من ‏مبيعات تذاكر السفر".‏

 

يأتي هذا المشروع ضمن خطة تطوير كبيرة لقطاع النقل ‏أطلقتها الحكومة وتشمل تجديد مطار بغداد الدولي ومشروعاً ‏خدمياً للسكك الحديدية والطرق بطول 1200 كيلومتر يمتد من ‏ميناء رئيسي للسلع في الجنوب إلى حدود العراق مع تركيا.‏