يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا من التيار اليميني ومستوطنين للتعجيل بالاجتياح البري لقطاع غزة، رغم عدم التوافق الكافي داخل الحكومة بشأن هذه الخطوة.
رغم مساعي نتنياهو منذ أسابيع لتنفيذ الاحتياج؛ أملا في أن يحقق نصرا بالقضاء على حركة حماس، وإنقاذ حكومته من السقوط، فإنه رفض نهاية هذا الأسبوع التوقيع على خطة الاجتياح إلا بوجود موافقة بإجماع عليها من مجلس الحرب الذي تشكّل بعد شن الفصائل الفلسطينية هجومها على المستوطنات 7 أكتوبر كي لا يتحمل وحده العواقب، وفق ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وطالب الكاتب أفتر شاكي، في مقال بموقع "القناة السابعة" وهو تابع للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، الخميس، باستقالة أو إقالة نتنياهو على خلفية التأخر في عملية اقتحام غزة.
وقال شاكي إنه يحب الرجل ويقدر قدراته العالية "ولكن تاريخه كان حافلا بخدمة أفكار اليسار والتنكر لأفكار الجمهور الذي يحبه وينتخبه"، وإنه اليوم يضيع فرصة تاريخية لتصفية حماس ويتهرب منها.
وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، هاجم نداف هعتسني، من قادة المستوطنين في الخليل، صديقه القديم نتنياهو، واصفا سياسته بـ"الجبانة".
وحسب هعتسني، فإن هذا هو الوقت لإسرائيل لتظهر جديتها في محاربة "حماس"، حتى لو وقع عدد كبير من الضحايا في إسرائيل، فالحرب لا يمكن أن تكون بلا تكلفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادرها أن تأجيل الغزو يهدف جزئيا إلى منح المفاوضين المزيد من الوقت لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ويزيد عددهم على 200.
وحثّت الولايات المتحدة إسرائيل على عدم التسرع في شن غزو بري.
وبعيدا عن الرهائن، هناك "مخاوف بشأن حصيلة العملية البرية، وعدم يقين بشأن ما قد يعنيه على وجه التحديد القضاء على حماس، وهي حركة اجتماعية وقوة عسكرية متجذرة بعمق في مجتمع غزة"، وفقا للصحيفة الأميركية.
,يواجه نتنياهو تراجعا كبيرا في شعبيته منذ إصراره هذا العام على تغييرات في صلاحيات القضاء، قال معارضوها إنها تقوض سلطة القضاء لصالح سلطة رئيس الوزراء.
إلا أن نجاح الهجوم المباغت الذي قامت به فصائل فلسطينية في إيقاع عدد كبير من القتلى في الجانب الإسرائيلي، خاصة المستوطنين، زاد الغضب عليه وهدد مستقبله السياسي، بينما يسعى إلى تجنب السقوط بتحقيق نصر في الهجوم البري.
القيادي في حزب "إسرائيل بيتنا" ونائب وزير الخارجية السابق داني إيالون يقول لموقع "سكاي نيوز عربية" إن رئيس الوزراء هو المسؤول عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد، ومصيره هو الرحيل، سواء بعد الحرب أو حتى خلالها.