يشهد قطاع غزة، يوماً جديداً من الغارات المكثفة والتصعيد في إطار العملية العسكرية الإسرائيلية التي أطلقتها إسرائيل ضد حماس منذ 3 أسابيع، عقب الهجوم المباغت الذي شنته عناصر الحركة في الداخل الإسرائيلي في 7 تشرين الأول.
وفي آخر التطورات، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة صباح يوم الاثنين، كما شنت غارة قرب مقر لوكالة "الأونروا" في مدينة غزة، إضافة إلى قصف مدفعي تجاه مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقبلها، أكدت حركة حماس أن مقاتليها يخوضون "اشتباكات عنيفة" مع الجيش الإسرائيلي المتوغل في غزة، فيما حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها وفي ظل بطء دخول المساعدات الإنسانية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الأحد، زيادة عديد قواته التي تقاتل داخل قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل العشرات، معظمهم من الأطفال مع تجدد القصف الجوي الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خصوصاً الأجزاء الشمالية والوسط، اليوم الاثنين.
وذكرت الوكالة أن 23 شخصاً قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلين شمال القطاع. وفي وسط القطاع، ذكرت أن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلاً في منطقة الزوايدة لتقتل وتصيب العشرات. وأفادت بقصف برج المهندسين في تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
من جهته، قال التلفزيون الفلسطيني، إن خدمات الإنترنت والاتصالات انقطعت في مناطق شمال قطاع غزة. وكانت خدمات الاتصالات الهاتفية وشبكة الإنترنت قد عادت تدريجياً إلى مناطق مختلفة من قطاع غزة في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، بعد توقفها بشكل شبه تام منذ يوم الجمعة.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست" إن إسرائيل أعادت خدمات الإنترنت والاتصالات في قطاع غزة تحت ضغط أميركي. وقال المسؤول الأميركي "بعد قطع الاتصالات يوم الجمعة، ضغطت الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية لإعادة تشغيلها".
يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في سديروت وبلدات أخرى قريبة من قطاع غزة، وكذلك سماع دوي انفجار وصفته بالكبير في سماء مدينة حيفا الشمالية. ونشرت الصحيفة مقطعي فيديو يظهران مقذوفاً يضيء في السماء قبل أن يختفي، وأشارت إلى احتمال أن يكون صاروخاً اعتراضياً انطلق بالخطأ بعد إنذار كاذب.
وفي وقت لاحق، قالت الصحيفة إن صفارات الإنذار انطلقت في مستوطنة نتيف هعسراه شمال قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة في بيان، إن غارة إسرائيلية استهدفت محيط مستشفى القدس في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة.
ووفقاً لشهود عيان، استخدم الجيش الإسرائيلي قنابل وقذائف دخانية، منها قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دولياً في قصفه لمحيط المستشفى الذي يؤوي ما لا يقل عن 4 آلاف مريض وجريح، وأكثر من 14 ألف نازح.
كما أفاد مدير مستشفى القدس بأن الجيش الإسرائيلي استهدف منذ الصباح، محيط المستشفى مرات عديدة، مشيراً إلى أن تهديد مستشفى القدس مجدداً ترافق مع استهدافات جوية لمحيطه.
وقالت الكتائب في بيان إن مقاتليها يخوضون في هذه الأثناء اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غربي غزة.
وكانت كتائب القسام قد أكدت في بيان سابق، أن مقاتليها "يؤكدون استهداف دبابتين للقوات المتوغلة شمال غربي غزة واشتعال النيران فيهما".
أتى إعلان كتائب القسام عن المواجهات بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي، الأحد، زيادة عدد قواته التي تقاتل داخل قطاع غزة.
وقال المتحدث باسمه دانيال هغاري خلال إحاطة تلفزيونية "قمنا خلال الليل (السبت الأحد) بزيادة دخول قوات (الجيش الإسرائيلي) إلى غزة، وانضمت إلى القوات التي تقاتل هناك".
هذا وتتزايد الدعوات للسماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في غزة الذين يتعرضون لقصف متواصل يشنه الجيش الإسرائيلي رداً على هجوم حماس في 7 تشرين الأول.
وقتل في القصف الإسرائيلي أكثر من 8 آلاف شخص، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس. وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل يوم الهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 239 أسيراً "بينهم الكثير من العمال الأجانب" وفق السلطات الإسرائيلية.