هجوم 7 أكتوبر.. تسلسل الأحداث وأخطاء إسرائيليّة

مع بدء هجوم يوم 7 كانون الأول، كان رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي لا يزال غير قادر على تحديد ما إذا كان ما يراه حقيقياً أم مجرد تدريب عسكري اعتيادي لحماس.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مسؤولو الاستخبارات والأمن القومي الإسرائيليون، الذين أقنعوا أنفسهم بأن حماس ليس لديها مصلحة في خوض الحرب، افترضوا في البداية أن الأمر كان مجرد تدريب ليلي.

وربما كان حكمهم في تلك الليلة مختلفاً لو أنهم لاحظوا الاتصالات عبر أجهزة الراديو المحمولة الخاصة بمقاتلي حماس، لكن الوحدة 8200 المسؤولة عن الأمر توقفت عن التنصت على تلك الشبكات قبل عام لأنها اعتبرت ذلك "مضيعة للجهد".

وبحسب ما نقلته عن مسؤولين دفاعيين إسرائيليين فإنه حتى بداية الهجوم تقريباً، لم يعتقد أحد أن الوضع كان خطيراً بما يكفي لإيقاظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعلى الرغم من براعة إسرائيل في التكنولوجيا المتطورة في مجال التجسس، فقد خضع مسلحو حماس لتدريب مكثف على الهجوم، ولم يتم اكتشافهم فعليا لمدة عام على الأقل.

ويظهر تحليلا أجرته "نيويورك تايمز"، استناداً إلى عشرات المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وأوروبيين وأميركيين، فضلاً عن مراجعة وثائق الحكومة الإسرائيلية والأدلة التي تم جمعها منذ هجوم 7 كانون الأول، ما يلي:

قضى مسؤولو الأمن الإسرائيليون أشهراً وهم يحاولون تحذير نتنياهو من أن الاضطرابات السياسية الناجمة عن سياساته الداخلية تضعف أمن البلاد وتشجع أعداء إسرائيل.

واصل رئيس الوزراء الدفع بهذه السياسات، وفي أحد أيام شهر يوليو رفض حتى مقابلة جنرال كبير جاء ليسلمه تحذيرا من التهديد بناء على معلومات استخباراتية سرية.

أخطأ المسؤولون الإسرائيليون في تقدير التهديد الذي تشكله حماس لسنوات، كان التقييم الرسمي للمخابرات العسكرية الإسرائيلية ومجلس الأمن القومي منذ مايو 2021 هو أن حماس ليست مهتمة بشن هجوم من غزة قد يستدعي ردا مدمرا من إسرائيل.

قدرت المخابرات الإسرائيلية أن حماس كانت تحاول إثارة العنف ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها منافستها، السلطة الفلسطينية.

اعتقاد نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بأن إيران وحزب الله يمثلان أخطر تهديد لإسرائيل أدى إلى تحويل الاهتمام والموارد بعيداً عن مواجهة حماس.

في أواخر سبتمبر/ أيلول قال مسؤولون إسرائيليون كبار لصحيفة "التايمز" إنهم يشعرون بالقلق من احتمال تعرض إسرائيل لهجوم في الأسابيع أو الأشهر المقبلة على عدة جبهات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.

توقفت وكالات التجسس الأميركية في السنوات الأخيرة إلى حد كبير عن جمع المعلومات الاستخبارية عن حماس وخططها، معتقدة أن الجماعة تمثل تهديدا إقليميا تديره إسرائيل.

اقتنع المسؤولون الإسرائيليون أن التفوق العسكري والتكنولوجي للبلاد على حماس من شأنه أن يبقي الجماعة تحت السيطرة.

وقال إيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: "لقد تمكنوا من خداع مجموعتنا وتحليلاتنا واستنتاجاتنا وفهمنا الاستراتيجي، لا أعتقد أن هناك أي شخص كان متورطا في شؤون غزة لا ينبغي أن يسأل نفسه كيف كان جزءا من هذا الفشل الذريع".

وبحسب الصحيفة، في 24 تموز، وصل جنرالان إسرائيليان كبيران إلى الكنيست لتوجيه تحذيرات عاجلة إلى المشرعين الإسرائيليين.

وكان من المقرر أن يمنح الكنيست في ذلك اليوم الموافقة النهائية على إحدى محاولات نتنياهو للحد من سلطة القضاء الإسرائيلي، وهو الجهد الذي هز المجتمع الإسرائيلي، وأشعل احتجاجات ضخمة في الشوارع وأدى إلى استقالات واسعة النطاق.

وفي حقيبة أهارون هاليفا، رئيس مديرية المخابرات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، كانت هناك وثائق سرية تتحدث عن أن الاضطرابات السياسية تشجع أعداء إسرائيل.

وذكرت إحدى الوثائق أن قادة إيران وسوريا وحماس وحزب الله والجهاد يعتقدون أن هذه كانت لحظة ضعف إسرائيلية ووقتاً مناسباً للهجوم.

 ولم يحضر سوى عضوين من أعضاء الكنيست للاستماع إلى إحاطة هاليفا الإعلامية.