تمنى وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام على مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان انطلاقاً من موقعه الجامع، إلى "دعوة كلّ السياسيين السنة، وليس فقط النواب"، موضحاً أنّ "مرحلة ما بعد الانتخابات كشفت وصول نواب لم يسعَوا إلى لمّ الشمل ولا إلى الاجتماع على الصالح العام، بل نجدهم متفرقين في مجموعات محدودة غير مستقرّة. لذلك ندعو أن تشمل مبادرة دار الفتوى في أقرب الآجال النوابَ والوزراء ورؤساء البلديات وكلّ مسؤول عن الطائفة السنية"، معلناً أنّه سيكثّف "التواصل مع دريان للتعاون في لمّ الشمل وضرورة تلاقي الشخصيات السنية التي تستطيع النهوض بالطائفة، فعلينا أن ندشِّن مرحلة العمل الجماعي لأنّ أيّ فردٍ مهما علا كعبه لا يستطيع تحقيق النهوض المطلوب بمفرده، بل نحتاج إلى جهود مضينة لنتمكن من استعادة الحدّ الأدنى من موقعنا في الدولة والقرار".
وكشف سلام في حديث صحفيّ أنّ "العلاقة الشخصية بينه وبين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أكثر من جيدة، وأنّه يدافع عن مقام رئاسة الوزراء ويحميه، لكنّ لدى ميقاتي تصوراً ونمطاً مختلفاً في إدارة الدولة عن الذي يحمله هو، بل أقول إنّ رؤية ميقاتي وفريقه للبلد مختلفة كلياً عن لبنان الذي أطمح لإعادة بنائه، ومن هذه الخلفية أنا مستعدّ للاشتباك حول الملفات التي أراها محقة، بينما يفضِّل ميقاتي "تدوير الزوايا" في حين أرى أنّ المرحلة تحتاج إلى قرارات ومواجهة، وخاصة على المستوى السني حيث نحتاج إلى أخذ قرار ووضع قواعد جديدة للتحرك مع شركائنا في الوطن، فلا نستطيع الاستمرار بهذا الواقع ويجب أن نجد معادلات أخرى لإدارة البلد".
وأكّد أنّ "لبنان أساس في المعادلة العربية الجديدة"، ورأى أنّ "المجال ما زال مفتوحاً أمامه ليكون في غرفة قيادة المنطقة بالشراكة مع المملكة العربية ودول الخليج العربي، وهذا ما سمعه في الاستقبال الرسمي الذي حظي به في الرياض، ليكون الوزير الوحيد في الحكومة الذي يُستقبل رسمياً من القيادة السعودية"، مشيراً إلى أني "تلقيتُ طلباً واحداً من المسؤولين الذين التقيتهم هو تغيير الواقع السائد فلم يعد العرب يتقبّلون الفساد المسيطر وهذا ما يستلزم ورشة تطهير تحتاج إلى قرارات لا ترضي الجميع".
في سياق منفصل، وعن الوضع في الجنوب، أكد أننا "لا نريد الحرب، فليس لنا مصلحة فيها ولا طاقة على احتمال تبعاتها لأنّها ستعيدنا بالفعل إلى العصر الحجري، ونحن لا نتحمّل "نفخة"، في حرب العام 2006 تدفقت مليارات الدعم للبنان، ولكنّ هذا غير موجود اليوم ومعالمه غير إيجابية ولا يمكن الرهان على التعاطف المفترض في مقاربة شؤون مصيرية، فضلاً عن تهالك البنية التحتية... وضغط استضافة مليوني سوري منذ سنوات".