"لبنان الكبير فشل".. إدّه لـ"بلوبيرد": لتأسيس "بيروت الكبرى" وتقسيم الأقضية

غابت الاحتفالات الرسميّة مرةً أخرى،  عن ذكرى استقلال لبنان لهذا العام، إذ أقبلت في ظلّ شغور رئاسي وآخر عسكري مرتقب، وأزمة سياسيّة حادّة، فضلاً عن تحديات اقتصادية، وسط تخوّف داخلي وخارجي من توسع المواجهات الحدودية بين "حزب الله" وإسرائيل.

في هذا الإطار، أشار المحامي روجيه إدّه في حديث لمنصة "بلوبيرد لبنان" إلى أنَّ "من عبد الناصر إلى عرفات ثمّ حافظ الأسد تراكمت الوصايات على لبنان وسقط الميثاق الوطني نهائياً، وبدأت الحرب الأهلية الدموية، اللبنانية اللبنانية، واللبنانية الفلسطينية، والمجازر، وهدم بيروت، وتقسيمها، وخطوط التماس على حدود لبنان الطائفية في الداخل"، معتبراً أن "الإستقلال  فُقد إلى غير رجعة، وتزعزع الإيمان بالعيش المشترك والنظام الدستوري، حينها خرج عرفات في حرب ١٩٨٢، واستلم كل لبنان حافظ الأسد وجيش الاحتلال السوري، الذي مند أن خرج  العام ٢٠٠٥، حلت محله ميليشيات إيران بقيادة حزب الله".

وأضاف إدّه: "اليوم، يمكننا أن نؤكد أن لا استقلال في لبنان، بل هو ساحة حرب للآخرين أكثر من أي وقت مضى، سقط لبنان الكبير، وسقط الإيمان بالصيغة الدستورية نهائياً، علماً أن لبنان يبحث عن صيغة تحفظ العيش المشترك في إطار مجلس التعاون اللبناني على غرار مجلس التعاون الخليجي، مجلس تعاون بين لبنان القرن التاسع عشر، والمناطق التي أضيفت إليه لتأسيس لبنان الكبير".

إدّه، تحدث عن اقتراح تفاهم يفضي للاستعاضة عن لبنان الكبير، بتأسيس"بيروت الكبرى"، مما يعني تقسيم لبنان من نهر الكلب إلى نهر الدامور، ثم التفاوض على ترسيم حدود الأقضية الأربعة، بحيث يجمع مجلس التعاون اللبناني ست كيانات تتبنى أهم إصلاحات الطائف، أي إلغاء الطائفية، اللامركزية الموسعة، الديمقراطية البرلمانية، والاقتصاد الحر".

من جهة أخرى، لفتَ إدّه إلى أنَّ "لبنان الذي فشل سياسياً واقتصادياً، وبات قيد التصفية، اقتصاداً ودولةً، هو اليوم أعجز من أي يومٍ مضى، على اتخاذ قرار سيادي أو اقتصادي في أي مضمار، فصاحب القرار السيادي هو حزب الله، فصيل فيلق القدس الإيراني الأهم".
 
أما عن تطوّرات الجنوب، فأشار إدّه إلى أننا "في عين أعنف حرب اشتعلت في 7 تشرين الأوّل، ولا أحد يعرف متى وأين تنتهي"، مضيفاً أنَّ "إسرائيل متحدة على أن هذه الحرب هي "حرب الاستقلال الثانية"، أي أنها حرب الحدود النهائية، والدستور النهائي للدولة، والسلام الشامل الذي تفاوض به مع السعودية، زعيمة العالم العربي والإسلامي".

إذاً، في حين أن معظم مقوّمات السيادة في لبنان مفقودة، لا يصحّ الحديث عن استقلال فعليّ، فالكيان اللبناني برمّته مهدّد، لذا لا بد من خلق ثقافة سياسيّة بالدرجة الأولى، تعطي الأولويّة للشعب وللدولة، وتواجه التحديات بروح من التوافق والتضامن، وإلا سيبقى استقلال لبنان زائفاً وبعيداً كل البعد عن معنى الاستقلال الحقيقيّ.