انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال القمة الـ44 لدول مجلس التعاون الخليجي على مستوى القادة، والتي يتصدر أجندتها ملفات حرب إسرائيل على قطاع غزة، والوحدة الاقتصادية الخليجية.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي تترأس بلاده دورة القمة الحالية في كلمته الافتتاحية، إن القمة "تأتي في وقت نأمل فيه أن يسهم التفاهم والتواصل بين القادة في تنمية وتعزيز العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصالح دولنا، وتطلعات شعوبنا، ويعزز مكانة مجلس التعاون إقليمياً ودولياً، ويتيح فرصاً أكبر للنمو والازدهار".
وقال إن القمة تعقد وسط "مأساة خطيرة وكارثة إنسانية غير مسبوقة ناجمة عن العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق، وخاصة في غزة".
وأضاف أنه في فلسطين المحتلة "انتهكت كافة المعايير والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية من خلال ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية. وعلى الرغم من انكشاف حجم الجريمة ما زالت بعض الأوساط الرسمية تستكثر على الشعب الفلسطيني مطلب وقف إطلاق النار".
واعتبر أنه من العار على المجتمع الدولي "أن يتيح استمرار هذه الجريمة النكراء التي تواصل فيها القتل الممنهج، لقرابة الشهرين".
وقال إن بلاده تواصل العمل لتجديد وتمديد الهدنة في قطاع غزة، وأكد أنها "ليست بدلاً على وقف دائم لإطلاق النار".
واستقبل أمير قطر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، الذي يحضر نيابة عن السلطان هيثم بن طارق، ووزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبد الله الجابر، ممثلاً لأمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر.
وتأتي القمة الخليجية في ظل ظروف استثنائية تشهدها المنطقة، مع استئناف إسرائيل حربها على غزة بعد هدنة دامت أياماً قليلة، كانت قد تحققت بوساطة قطرية مصرية أميركية.
وتبذل دول مجلس التعاون الخليجي جهوداً دبلوماسية لوقف الحرب على غزة، وكان من بينها استضافة العاصمة السعودية الرياض "القمة العربية الإسلامية" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأعلن الديوان الملكي السعودي الثلاثاء، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، غادر إلى الدوحة بناءً على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، واستجابة للدعوة الموجهة من أمير قطر، لترؤس وفد المملكة في القمة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن الأمير محمد بن سلمان سيقوم بزيارة رسمية لدولة قطر يلتقي خلالها مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لـ"بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية، وعقد مجلس التنسيق السعودي – القطري".
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي لـ"الشرق" الاثنين، حضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهذه القمة، علماً أنها تتزامن مع زيارته الرسمية إلى قطر يومي 4 و5 ديسمبر/ كانون الأول.
وترأس الأمير تميم بن حمد آل ثاني الاثنين، مع أردوغان اجتماع اللجنة العليا الاستراتيجية القطرية التركية، في دورتها التاسعة.
وقال أمير قطر على "إكس" الاثنين، إن الإجتماع "فرصة لتقييم مستوى علاقاتنا الاستراتيجية وتعزيزها بمزيد من الشراكات الثنائية النوعية التي تسهم في زيادة التكامل التجاري والاقتصادي بين بلدينا وتحقيق مصالحنا المشتركة".