حملة على فنانة فلسطينية... ما السبب؟

ألغى مسؤولون في جامعة إنديانا أول "معرض استعادي" أميركي لسامية الحلبي، التي تُعدّ واحدة من أهم الفنانين الفلسطينيين على قيد الحياة، بشكل مفاجئ، في الأسابيع الأخيرة.

وكانت العشرات من لوحاتها النابضة بالحياة والتجريدية تعرض بالفعل في الجامعة، قبل أن تتلقى حلبي، البالغة من العمر 87 عاماً، مكالمة هاتفية من مدير متحف إسكنازي للفنون بالجامعة.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، أبلغها المدير أن الموظفين أعربوا عن قلقهم بشأن منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحرب بين إسرائيل وغزة، حيث أعربت عن دعمها للقضايا الفلسطينية وغضبها من العنف في الشرق الأوسط، ووصف القصف الإسرائيلي بالإبادة الجماعية.

وتلقت حلبي في وقت لاحق مذكرة من جملتين من مدير المتحف ديفيد برينمان، بإلغاء العرض رسمياً في بلومنغتون بولاية إنديانا، دون تفسير واضح.

كتب برينمان في رسالة بتاريخ 20 كانون الأول، والتي استعرضتها صحيفة نيويورك تايمز: "أكتب إليك لإبلاغك رسمياً أن متحف إسكنازي للفنون لن يستضيف المعرض المقرر لأعمالك".

قبل بضعة أشهر فقط، أشاد برينمان "بالنهج الديناميكي والمبتكر للفنان في صناعة الفن"، حيث قال إن المعرض سيوضح كيف أن الجامعات "تقدّر التجريب الفني".

ويعدّ إلغاء العرض أحدث مثال على الهجوم الحاد الذي يواجهه الفنانون والأكاديميون منذ بدء الحرب في تشرين الأول، فقد طُرد محررو المجلات، وتعرضت أعمال الفنانين للرقابة، وأجبر عدد من رؤساء الجامعات على الاستقالة، تحت الضغط.

وقالت حلبي، التي حصلت على درجة الماجستير في جامعة إنديانا وقامت بعد ذلك بالتدريس للطلاب هناك: "من الواضح أن حريتي في التعبير هي موضع شك هنا".

استغرق المعرض الاستعادي، الذي كان من المقرر افتتاحه في 10 شباط، أكثر من ثلاث سنوات لتنظيمه بالشراكة مع متحف الفن الواسع بجامعة ولاية ميشيغان، تم بالفعل توقيع اتفاقيات مع المؤسسات المانحة والمتاحف التي قدمت أعمالاً فنية لجامعة إنديانا من جميع أنحاء البلاد. كما كانت حلبي تستعد للكشف عن عمل فني رقمي جديد للمعرض، إضافة إلى أعمال لم تُعرض من قبل مثل لوحة رسمت عام 1989 بعنوان "الانتفاضة العالمية".

في تشرين الثاني، أرسل النائب جيم بانكس من ولاية إنديانا رسالة إلى الجامعة يقول فيها إنّها قد تخسر التمويل الفيدرالي إذا تغاضى المسؤولون عن أعمال "معادية للسامية" في الحرم الجامعي.

في كانون الأول، أوقفت الجامعة أستاذاً في العلوم السياسية بسبب عمله مع "لجنة التضامن مع فلسطين" التي يقودها الطلاب.