من عبد الناصر إلى ياسر عرفات ثمّ حافظ الأسد تراكمت الوصايات على لبنان، وسقط الميثاق الوطني نهائياً مع اندلاع الحرب الأهلية. أمّا اليوم، فبعد أكثرَ من قرن، لبنان الكبير الذي رفضه البطريرك الحويك سنة 1919، أبصرَ النور في اجتماع بكركي الخميس الذي أُعلِنت خلاله ولادة "تجمّع دولة لبنان الكبير" برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وحضور الرئيس أمين الجميل، بالإضافة إلى وزيرَي التربية والاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وأمين سلام، والنائبَين اللواء أشرف ريفي وأديب عبد المسيح، وممثلين عن رؤساء الطوائف والأحزاب وفاعليات ديبلوماسية وسياسية واجتماعية ونقابية.
لبنان الكبير الذي كانت ولادته المبكرة عسيرة، أُطلقَ في ظلّ الأجواء السوداوية المحيطة بالبلد، تحت وطأة الحرب المندلعة في الجنوب منذ أكثرَ من ثلاثة أشهر، والفراغ الرئاسي المهيمن الذي يُلقي بتداعياته الثقيلة على كاهل الدولة، تاركاً تبعاتِه على المؤسسات المهدّدة بالانهيار الكامل.
وفي السياق، لفتت الناشطة الاجتماعية والسياسية حياة أرسلان إلى أنَّ "موعدَ إطلاق تجمّع لبنان الكبير أتّى عشيةَ تقاسم النفوذ والترتيبات المقبلة على المنطقة، وذلك خشيةً من تقديم لبنان بمنزلة جائزة ترضية لأيّ أحد، وأن يكون الشعب مجدداً تحت وصاية جديدة".
وأعلنت أرسلان في حديث لمنصّة "بلوبيرد لبنان" عن "تشكيل لجنة متابعة تنبثق منها لجانٌ موزّعة على المناطق اللّبنانية، لمتابعة العمل من خلال خبراءَ متخصصين على الصعد كافة من التربية إلى الطبابة والاقتصاد"، مضيفةً أنَّ "الشعب اللّبناني غنيٌّ بالكفاءات والخبرات، إلّا أنَّ المطلوب توظيفها في مكانها المناسب خدمةً للوطن".
حياة أرسلان، هي زوجة الأمير فيصل، نجل الأمير مجيد أرسلان أبرز رجال الاستقلال. وهي واحدة من أبرز الشخصيات السياسية وأشهرها، في لبنان والعالم العربي التى حققت نجاحاً في الكثير من المجالات العملية والسياسية على مستوى العالم، واستطاعت أن تقدم العديد من الأعمال التي لعبت دوراً كبيراً في المجتمع اللبناني، من حيث رفع مستوى الوعي لدى جيل الشباب، كما إرساء روح الثورة ومبادئها في نفوسهم.
عليه، فإنَّ لبنان مقبلٌ على مرحلة انتقالية جديدة، قد تكون أولى صفحاتها تجمّع لبنان الكبير، إلّا أنَّ الحلّ الجذري يبقى بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، للخروج من النفق المظلم، واستعادة دور المؤسسات فعلاً لا قولاً.