أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السيدة ليزا جونسون، مشروع كتابي بنسخته الثالثة، في لقاء عقد في مكتب الوزير في حضور المدير الحالي للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان نيكولاس فيفيو، ومدير المكتب التربوي تيم كيرتين، ونائبة مدير المكتب التربوي زينة سلامة، والمسؤول في MEPI دايفيد لويس ومديرة مشروع كتابي بوليت عساف.
وحضر عن الجانب اللبناني كل من المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، ومديرة مكتب الوزير رمزة جابر، ومدير التعليم الأساسي جورج داوود، ومدير التعليم الثانوي خالد فايد، ومديرة الإرشاد والتوجيه الدكتورة هيلدا الخوري، ومستشار الوزير للتواصل مع الجهات الخارجية ماهر الحسنية، والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، والمنسق العام للمناهج جهاد صليبا، ومنسقة المشروع في مكتب الوزير إيمان عاصي، ومستشارة المدير العام جورجيا هاشم .
بدأ ذلك بلقاء خاص بين الوزير والسفيرة، تم في خلاله عرض العلاقات الثنائية التربوية بين البلدين، وأهمية الدعم الأميركي للقطاع التربوي، وكان عرض للشؤون العامة في لبنان والمنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان لمواجهة الازمات وحاجته إلى الدعم الدولي وفي مقدمته من جانب الولايات المتحدة، خصوصاً في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على القرى في المنطقة الجنوبية الحدودية وتهجير أهلها وأساتذتها وتلامذتها وإقفال المدارس.
وقد أشارت السفيرة الأميركية إلى اهتمام الجانب الأميركي بانتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات وترسيخ الاستقرار، وكشفت أنه ليس هناك علاقة بين انتخاب الرئيس والحرب الدائرة في غزة أو الجنوب اللبناني، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على عدم تصعيد العمليات في الجنوب وبالتالي تحقيق الاستقرار .
إلى ذلك قال الحلبي: "يسرني ان أستقبل السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان السيدة ليزا جونسون، في زيارتها الأولى لوزارة التربية والتعليم العالي ،وان أتمنى لها النجاح في مهمتها الديبلوماسية، خصوصاً وهي تأتي إلى بلادنا في ظل أزمات متعاظمة، آخرها وأبرزها الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان".
وأضاف: "نأمل منها شخصياً ومن حكومتها الكريمة، العمل بكل قوة لوقف هذه الاعتداءات اليومية التي تتحمل التربية قسماً كبيراً من نتائجها، لجهة تهجير العائلات والتلامذة والمعلمين وإقفال المدارس والاضطرار إلى تنفيذ خطة بديلة لتأمين التعليم للتلامذة المنتقلين إلى أماكن أخرى أو اعتماد التعليم من بعد في العديد من المناطق بواسطة مدارس الاستجابة".
وأضاف: "إنك تأتين إلينا اليوم حاملة معك هدية كبيرة للتربية هي إطلاق مشروع كتابي الثالث، بتمويل يبلغ 97 مليون دولار، لتلبية حاجات كثيرة ومتنوعة للتربية، لم يكن ممكناً تنفيذها لولا هذا المشروع الكريم".
وتابع: "إن هذا المشروع المنطلق من الحاجات الملحة والخطة الخمسية للوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء، يشكل استمراراً لمشروع كتابي الأول ولمشروع كتابي الثاني، ويلحظ تطور الحاجات والخطط مع تطور التعليم ودخول العصر الرقمي التفاعلي، ودعم ورشة تطوير المناهج التربوية، كما يلحظ شمول مرحلة الروضة والحلقة الثالثة من التعليم الأساسي، إضافة إلى مرحلة التعليم الثانوي، ودعم خطة الوزارة في تعميم المدارس الدامجة لذوي الصعوبات التعلمية والاحتياجات الخاصة مع أقرانهم، وإدخال التوجيه المهني. وهذه المراحل يتم لحظها للمرة الأولى في مثل هذه المشاريع. إن هذا المشروع يعبّر عن التزام حكومة الولايات المتحدة الأميركية الثابت والمستمر بدعم تطور التربية بكل مندرجاتها في لبنان، وإننا نغتنم فرصة هذه الزيارة الكريمة وإطلاق هذا المشروع، لتوجيه تحية الشكر والتقدير إلى حكومتكم على تاريخ طويل من التعاون مع وزارة التربية والمؤسسات التابعة لها."
وأضاف: "إننا إذ نرحب بكم أجمل ترحيب في مهامكم الجديدة سفيرة أميركية في بيروت، نتمنى لكم النجاح والتوفيق، وأن يعكس وجودكم رغبة الحكومة الأميركية في ترسيخ الاستقرار وصولاً إلى تحقيق السلام العادل في المنطقة، المبني على تطبيق قرارات الأمم المتحدة، لا سيما وأننا نعيش في ظل أزمات متراكمة شهدتها البلاد ولا تزال ضاغطة بكل قوة على صدور اللبنانيين، وآخر فصولها كما ذكرنا هي الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على أرضنا وقرانا، وتهجير المواطنين قسراً، وانتقال الأهالي والتلامذة إلى أماكن أخرى، وهدم المنازل وتضرر المدارس وإقفالها، مما يجعل آلاف المتعلمين غير قادرين على العودة إلى منازلهم ومدارسهم، ويدفعنا إلى بذل جهود جبارة لتأمين التعليم في مدارس الاستجابة أو من بعد، بالتعاون مع المنظمات الدولية والدول الصديقة".
السفيرة الاميركية بدورها قالت: "إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم جميعًا اليوم للاحتفال بإطلاق برنامج بقيمة 97 مليون دولار من أجل جودة التعليم للوصول إلى تحسين التعليم في مرحلة التعليم الأساسي- كتابي 3. هذا المشروع، ومعناه "كتابي" باللغة العربية. سوف يفتح فصلاً جديدًا في المساعدة على الوصول إلى مستقبل أكثر إشراقًا لشباب لبنان".
واضافت إن "شراكتنا تتبنى رؤية مشتركة لأمة حاضنة وعادلة ومعتمدة على نفسها. لعشر سنوات خلت، أطلقنا أول مشروع "كتابي" في لبنان. فمنذ العام 2014، استثمرت الولايات المتحدة مع شركائها بأكثر من 130 مليون دولار أميركي للمساعدة في تزويد شباب لبنان للوصول إلى التعلّم الجيد".
وتابعت السفيرة الاميركية : "على مدى العقد الماضي، قدّم برنامج “كتابي" محتوى لأكثر من 735.000 كتاب مدرسي، و184.000 طرد غذائي غير قابل للتلف للطلاب وأسرهم، كما قام بتدريب المعلّمين في اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة الى الرياضيات والتعليم المجتمعي والعاطفي لأكثر من 17.000 معلّم في المرحلة الابتدائية. من الصف الأول إلى السادس في مدارس لبنان الرسمية".
ولفتت الى ان "هدف مشروع "كتابي 3" هو توسيع البرنامج ليشمل جميع الصفوف – ابتداء من المرحلة ما قبل الابتدائي إلى المرحلة الثانوية - في كل من المدارس الرسمية ومدارس خاصة مختارة ذات التكلفة المنخفضة ما يلبّي احتياجات الأسر الضعيفة والمحرومة اقتصادياً".
وتابعت : "سيصل برنامج كتابي 3 إلى حوالي 350 ألف متعلّم في المدارس الرسمية اللبنانية و25 ألف معلّم على الصعيد الوطني. ومبادرة اليوم تؤكّد دعم الحكومة الأميركية الطويل الأمد للشعب اللبناني. معًا، يمكننا بناء المسار لكل طفل في لبنان من أجل الوصول إلى تعليم جيّد، بغض النظر عن ظروفه".