يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن إبلاغ الكونغرس، الخميس، أنه أمر الجيش بإنشاء ميناء في غزة لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية بحرا إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية.
وقال مسؤولون إن الخطوة لن تشمل نشر قوات أميركية في القطاع الفلسطيني، بل سيبقى العسكريون الأميركيون في عرض البحر مع مشاركة حلفاء آخرين في التنفيذ.
وقال مسؤول للصحافيين "سيعلن الرئيس الليلة في خطابه عن حال الاتحاد أنه وجه الجيش الأميركي بالقيام بمهمة طارئة لإنشاء ميناء في غزة".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "هذا الميناء الذي يشمل أساسا رصيفاً مؤقتاً، سيوفر القدرة على استيعاب حمولات مئات الشاحنات الإضافية من المساعدات يومياً".
وأوضح مسؤولون أميركيون أن تنفيذ هذا المشروع الكبير "سيتطلب عدة أسابيع للتخطيط والتنفيذ"، وسيشمل ممراً بحرياً لجلب المساعدات من جزيرة قبرص في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وكان المسؤولون الأميركيون حريصين على التأكيد أن القوات الأميركية لن تنتشر على الأرض في قطاع غزة، الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وقال مسؤول ثان "من المتوقع أن تكون العملية لا تتطلب وجود قوات على الأرض".
وأضاف "يتمتع الجيش الأميركي بقدرات فريدة. ويمكنه القيام بأمور غير عادية من الخارج، وهذا هو التصور العملاني الذي تم إطلاع الرئيس عليه".
ولفت إلى أنه تم إبلاغ الإسرائيليين بالمشروع وستعمل الولايات المتحدة معهم بشأن المتطلبات الأمنية، مع التنسيق مع "شركاء وحلفاء" والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العاملة في غزة.
في سياق متصل، ذكر مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية في إفادة صحافية أيضاً أن حركة حماس تؤجل التوصل إلى اتفاق جديد مع إسرائيل بشأن تحرير الأسرى، لأنها رفضت إطلاق سراح المرضى والمسنين منهم.
يأتي هذا بينما قال الجيش الأميركي اليوم إن طائرات شحن أميركية من طراز "سي-130" ألقت مساعدات من الجو في قطاع غزة الخميس، في ثالث عملية مشتركة له مع الأردن لإيصال مساعدات خلال أقل من أسبوع.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه "ألقت طائرات سي-130 الأميركية أكثر من 38 ألف وجبة توفر مساعدات إنسانية تنقذ حياة (السكان) في شمال غزة، لتمكين المدنيين من الوصول إلى مساعدات ضرورية".
وألقت الولايات المتحدة مساعدات غذائية في غزة للمرة الأولى السبت ونفّذت العملية الثانية الثلاثاء.
وتؤكد منظمات إغاثة أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة تبقى شحيحة جداً. وتخضع قوافل المساعدات التي تدخل براً لموافقة مسبقة من إسرائيل.
وبعد خمسة أشهر من الحرب ومن الحصار المشدّد على قطاع غزة، باتت الغالبية العظمى من سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة معرضة للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وتراجع نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الحدود البرية، (من رفح جنوباً ومن معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل)، وتعزو منظمات الإغاثة ذلك إلى قيود إسرائيلية.
وقتل أكثر من 100 شخص الأسبوع الماضي خلال تدافع نحو قافلة مساعدات دخلت إلى مدينة غزة، وفق ما قالت إسرائيل، وبسبب إطلاق النار في اتجاه القافلة من جانب جنود إسرائيليين، وفق ما قال الفلسطينيون.