رأى الكاتب السياسي جوني منيّر أنّ الجلسة التي عقدت يوم الأربعاء هي إنطلاقة لتحرك مفاوضات جدية تجاه الإستحقاق الرئاسي، فالملف اللبناني ليس منسياً خاصة في الولايات المتحدة الأميركية ولكنها لم تكن تتدخل فيه مباشرة إلى أن أوقفت المبادرة الفرنسية عند لحظة الحقيقة وتم رفض وصول وفرنجية، فالأميركيون صوّبوا اللعبة ولكن لم يعزلوا الفرنسيين عن الملف، والمطلوب أن تكون السلطة السياسية في لبنان خارج الصراع السياسي بمعنى أن على الرئيس أن يكون خارج نفوذ حزب الله أو غيره من القوى السياسية، وحتى الحكومة المقبلة من المفترض أن لا تحمل أسماءاً سياسية نافرة، والسؤال الفعلي هو هل حان وقت الحلقة الأخيرة كي يبدأ الأميركي مفاوضاته أو تفاهماته التي يطلبها من حزب الله؟
كما أضاف أنّه حالياً بدأ الملف اللبناني يتحرك فعلياً، وأولى مؤشراته الإجتماع الفرنسي السعودي الذي من بعده سيتوجه المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت محمّلاً باجواء هذا اللقاء، في هذا الوقت يحضر الأميركي الإتفاق مع الإيراني.
ولفت منيّر إلى أننا نذهب بإتجاه موازين قوى جديدة، ولكن هذا لا يعني تهميش حزب الله فهو جزء أساسي من المعادلة القادمة وله قدرة الرفض، إذ أن حجمه يعكس ذلك، لكن لن يكون دوره إستمرار للعام 2016 ولإنتخابات الـ 2018 بمعنى أنه لن يكون صاحب النفوذ الأكبر والمطلق على مستوى السلطة في الدولة.
مشيراً أنّ الجيش اللبناني سيلتزم تطبيق التسوية لإعادة إنتظام الدولة وتأمين الضمانات لحزب الله التي ستتركز على تأمين تمويله وأمنه العسكري، أما العلاقة بين الحزب وقائد الجيش فأثبتت أنه بالإمكان الفرز بين ضمان الأمن ومكافحة الجريمة وتطبيق القانون.
وختم جوني منيّر أننا بدأنا نرى آخر النفق وقد نصل الى نتائج ملموسة بعد بضعة أشهر، والأمر عائد إلى مدى تقدم المفاوضات التي ستجري، ولبنان الذي لم يُفتح ملفه بعد, ولا يعني ذلك أن لا أحد يهتم لأمره.