أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى أنّ "محور الممانعة بقيادة حزب الله يريد فرض انتخاب سليمان فرنجيه رئيساً للبلاد، وإلّا سيستمر في عرقلة عملية الاقتراع إلى أجل غير مسمى، معتبراً أنّ هذا المحور لن يسمح بعقد جلسات انتخابية في المستقبل القريب".
وفي مقابلة له، لفت جعجع إلى أنّه "بعد عدة أشهر من العمل الجاد لفريق الممانعة من أجل فرض مرشحه وتحسين نتيجة الأصوات التي يحوز عليها، تمكّن فرنجيه من الحصول على 51 صوتًا فقط بينما نال جهاد أزعور 59 صوتاً وهو موجود في واشنطن، بعيداً من مسرح السياسة المحلية"، مؤكداً أنّ الوقت ليس للتخلي عن أزعور بل لتقويته.
وعن إمكانية التلويح بسلاح التعطيل في حال تقوية فرنجية، أجاب جعجع: "لم نقاطع أبداً جلسة انتخابية ولم نمنع أيضًا إجراء الانتخابات بخلاف نواب الممانعة وأتباعهم الذين يضاعفون الخطب المتعلقة بضرورة احترام الدستور وانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، حال الكتلة النيابية التي يتزعمها نبيه بري، وكان نوابها من أوائل الذين غادروا مقاعدهم في المجلس ليتسببوا بعدم اكتمال النصاب القانوني، حتى أن البعض غادر قبل فرز الأصوات".
كما أكد جعجع مقاطعة الجلسة التشريعية المقرر عقدها اليوم، لأن الأولوية المطلقة يجب أن تعطى للانتخابات الرئاسية، وأي دعوة للقيام بأي أمرٍ آخر، هي نكتة سيئة التوقيت.
كما أوضح أيضاً أنّ أزمة الثقة مع باسيل التي استمرت ست سنوات لا يمكن استيعابها في ستة أيام، مشيراً إلى ان " رئيس التيار الوطني الحرّ يريد إقصاء فرنجيه من السباق إلى بعبدا. أمّا نحن نرفض بطبيعة الحال انتخاب مرشح حزب الله لرئاسة البلاد. لذلك تقاطعنا على دعم أزعور. لكن هذا الأمر ،لا علاقة له باتفاقية معراب محتملة، خاصة وأنّ اتفاق معراب ظل حبراً على ورق".
وأضاف: "كنت أتوقع أن يدلي نائب واحد في تكتل التيار الوطني الحرّ ببيان يعلن في خلاله دعم التيار لمرشح القوات اللبنانية ميشال معوض كما دعم حزب القوات مرشح التيار في العام 2016. لكن ذلك لم يحدث".
وشدد على أنه لا توجد أيّ قواسم مشتركة بين القوات والتيار في عملية إدارة البلاد، بل يتقاطعان حول قضايا محددة كالاستحقاق الرئاسي.
كما رأى جعجع وجوب التحدّث أولاً مع لو دريان، قائلاً: "أنتظر ما سيقوله، لكنني لا أتوقع أمراً غير عادي، خاصة أن المشكلة تكمن في الزعماء المحليين. انطلاقاً من هنا، أشك في تحقيق اختراق على هذا المستوى، ما لم تضغط فرنسا والسعودية على إيران لتدفع حزب الله باتجاه تليين موقفه، وهو أمر غير محتمل".
وفي السياق نفسه، أوضح جعجع أنّ السعودية جادة جداً في دعوتها اللبنانيين إلى التوافق وانتخاب رئيس جديد للبنان، لافتاً إلى أنه عملياً لا يريدون (السعوديون) التدّخل. لكن بعد الانتخابات، سيدلون برأيهم".