في بلد الديمقراطية والحريات والثقافات المتنوعة، مازال الخلاف على اللباس موضع التباس وفرصة لبث الكراهية لدى البعض. تارة نشهد حادثة تمنع دخول السيدات اللواتي يرتدين "البيكيني" إلى الشواطئ اللبنانية وطوراً يُمنع دخول المحجبات إلى المسابح الخاصة.
منذ فترة قصيرة، ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بقضية لباس فاضح على أحد الشواطئ اللبنانية حيث اعترض عدد من مشايخ المنطقة على دخول امرأة بلباس "البيكيني" إلى الشاطئ.
اليوم، يتكرر المشهد إنما بطريقة عكسية، حيث منعت سيدة محجبة من دخول مسبح خاص للعائلات بسبب حجابها.
السيدة زينة الزين تروي لموقع "بلوبيرد" ما حصل معها، وقالت إنها ذهبت مع ابنها الذي لاطالما حبذّ الذهاب للمسبح ذاته كل سنة مع والده، ولسوء الحظ أنها رافقته هذه المرة، قبل أن تصل للمدخل فاجأها المسؤول عن الدخول بأن الإدارة تمنع دخول المحجبات.
وأوضحت زينة أنّ المسبح لم يكن يمنع دخول المحجبات وأن إدارته تغيّرت عن السنة الفائتة، لذلك هي ذهبت بملء ثقة أنها ستدخل مع ابنها لكنها تفاجأت بأن حجابها كان عائقاً أمامها، وعند توضيحها للمسؤول أنها لن تسبح فقط سترافق ابنها، أجابها: "ممنوع تفوتي بعتذر".
من جهة أخرى، وفي حديث خاص مع إدارة المسبح، أشارت لموقع "بلوبيرد" إلى أنها لا تقصد منع دخول المحجبات بل تفادياً لأي مشاكل داخل المسبح كونه يتضمن مشروبات كحولية وأغاني ربما لا تناسب امرأة ترتدي الحجاب، حسبما قال مدير المسبح، وذلك بناءاً على حادثة مشابهة حصلت معهم من قبل، فقرروا تفادي دخول نساء ترتدي الحجاب احتراماً لهن.
هي ليست المرة الأولى التي يكون فيها اللباس عائقاً أمام المرأة أياً كانت ثقافتها أو ديانتها، رغم أننا في بلد التعدد والحريات، وربما لن تكون الأخيرة أيضاً، على أمل أن تتغير بعض الذهنيات باتجاه الانفتاح ومعاملة الأخر وفقاً لإنسانيته لا لمظهره.