قاسم : من هو هذا البرلمان الذي يريد التحكم بقراراتنا الداخلية؟

قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، إنّ "البرلمان الأوروبي طالعنا بقرار يلزم لبنان بإبقاء النازحين السوريين فيه، فمن هو هذا البرلمان الذي يريد أن يتحكّم بقراراتنا المحلية الداخلية اللبنانية؟ يفرضون علينا أن نقبل بالنازحين مع كل الظروف الصعبة والمعقدة لهم ولنا، وفي الوقت الذي يقبل النظام السوري بأن يستقبل النازحين".

ولفت قاسم إلى أن "هؤلاء يعطونهم الأموال في بلدنا، ويشجعونهم على عدم العودة بحجة الوضع الأمني، وعليه فإننا نقول لهم، توقفوا عن دفع المال بهذا السياق، وادفعوا الأموال لمن يعود بإرادته، وعندها ستجدون أن الغالبية من النازحين حاضرين للعودة إذا تأمنت لهم معيشتهم هناك"، داعياً الحكومة، إلى أن "تخطو خطوة جريئة، وأن تشكّل وفداً رسمياً، وتخاطب وتلتقي مع المسؤولين السوريين، وتضع برنامجاً، وتضع في لبنان قيوداً تحمي هذا المجتمع والبلد، وبالتالي يكون للبنانيين حقوقهم، وللسوريين حقوقهم، ونساعد على الإعادة الآمنة الطوعية التي تكون منسقة مع الدولة السورية".

وفي سياقٍ منفصل، أكد قاسم أن "بلدنا بحاجة إلى إنقاذ مالي واجتماعي وأخلاقي، وإلى رئيس ينتظم عمل المؤسسات والتعيينات ويضع الخطط، وبلدنا بحاجة إلى معالجة حقوق المودعين ورواتب الموظفين وكل هذا الواقع الذي نعاني منه"، معتبراً أن "بعض السياديين يفضّل الفراغ على انتخاب المرشح الطبيعي، ولكن في ميزان الوطنية والربح والخسارة، يجب انتخاب الرئيس وبذل أقصى الجهد لتقريب وجهات النظر، ونحن نقبل بالنقاش بمواصفات الرئيس، ونقبل النقاش بالخطوط العريضة التي ستؤثر على مواقف الرئيس مستقبلاً".

ولفتَ قاسم إلى أنّ "لا يفكرن أحد بأن المطلوب هو أن يشترك الجميع في الحوار أو لا يكون هناك حوار، فمن لا يريد الحوار، فهذا شأنه، ولكن نحن منفتحون لحوار ثنائي وثلاثي ورباعي مع من يحب أن يحاور من أجل إنجاز الاستحقاق، وأما من لا يحب الحوار، فليبق على قناعاته، وسيلفظه المستقبل، لأنه لا محل لمن يريد أن يستأثر ويقف في مواجهة الآخرين بتحدٍ دائم"، مشيراً إلى أنّ "الحوار هو عبارة عن تسوية يجب أن تحصل، والتسوية تكون ببعض التنازلات، والاتفاق على أفضل ما يمكن، وبالتأكيد التسوية أفضل ألف مرة من الفوضى والفراغ، ولقد جرب بعضهم الهدم في لبنان من أجل الإعمار، ومرت حتى الآن أربع سنوات على خطط الهدم المتتالية، فماذا كانت النتيجة وأين أصبحوا، فهذه نظريات يتحدثون بها عن الإصلاح".

وأشار إلى أننا "نسمع من يتباكى بنغمة أنه لا يقبل بأن يفرض عليه رئيس، ولكن هذا التباكي هو نغمة العاجز الذي لا يريد أن يتحمل المسؤولية"، متسائلاً: "من الذي يفرض الرئيس على الآخر في لبنان، فالرئيس ينتخب في المجلس النيابي، وإذا انتخب في المجلس النيابي، فهذا يعني أن النواب قد اختاروه، وإذا لم ينتخب في المجلس النيابي، فلن يكون هناك رئيس، إذاً أين هو الفرض، ومن الذي يفرض على من، فتوقفوا عن الشكوى والبكاء كي تظهروا أنكم مظلومون بهذا الموضوع، وبالتالي عليكم أن تعملوا بطريقة صحيحة".

كما اعتبر أنه "رغم وجود إشكالات بالنظام السياسي والعقلية الطائفية، ولكن المشكلة الكبرى في البلد هي الفساد، ومنه عدم تطبيق القوانين، وليس الفساد هو السرقة ومخالفة القانون، فالفساد أيضاً يكمن في أولئك الذين يفسرون الدستور والقانون كما يريدون لمصالحهم، ويتمترسون بطوائفهم، فلو طبّق المسؤولون القانون على الجميع سواسية، لما كنا في مشكلة، ونحن كحزب الله مع دولة تطبيق القانون على الجميع والمحاسبة للمرتكبين".