حمّل رئيس حزب "الكتائب" اللبنانية النائب سامي الجميل، "حزب الله"، "المسؤولية عن الأزمات السياسية والشغور الرئاسي، بسبب استخدامه منطق الاستقواء والهيمنة"، مؤكداً "الاستمرار في المواجهة، لأن الرضوخ يعني تسليم البلد له"، متخوّفاً في حديث صحافي، من "تفكك المعارضة، وتكرار الخطيئة السابقة"، موضحاً "أهمية التنسيق الدائم بين أطرافها، والعمل على وضع تصور مشترك للمرحلة المقبلة".
واعتبر الجميّل أنّ "القضاء انتصر للشعب اللبناني لأن أموال مصرف لبنان هي أموال اللبنانيين، ومن حقهم أن يعرفوا كيف أُنفقت أو أُهدرت"، لافتاً إلى أنّ "القرار انتصار لمنطق المحاسبة، ولقدرة المجلس النيابي على القيام بدوره الرقابي والتشريعي، وأثبت أن بعض القضاة يملكون الجرأة للذهاب في قناعاتهم حتى النهاية"، مشيراً إلى أنه "في الحقيقة لا أعتقد أن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، سيرضخ، لكننا مستمرون في هذه المعركة، لأن من حقنا أن نعرف أين هُدرت أموال اللبنانيين، وأذكر أننا منذ لحظة المطالبة بالتدقيق الجنائي -نعترف أنه من الإنجازات التي قام بها الرئيس السابق ميشال عون- كنا من الداعمين لهذا المسار، وطالبنا بأن يشمل التدقيق كل الوزارات والإدارات الرسمية، للكشف عن كل الصفقات، التي كانت تجري فيها".
وفي السياق، اعتبر الجميّل أن "كل هذه الأزمات ليست وليدة خلل في النظام السياسي، قد يكون النظام مسؤول عن 20 في المئة من مشاكلنا"، مشدّداً على أنه "ليس النظام السياسي ما يمنع انتخاب رئيس جمهورية، بل محاولة "حزب الله" فرض هيمنته على باقي المكونات اللبنانية، منطق الاستقواء والهيمنة هو الذي يمنع البرلمان من الانعقاد، وإلا كنا عقدنا دورات متتالية، وانتخبنا رئيس جمهورية"، مشيراً إلى أن "حزب الله" يضرب مبدأ المساواة بين اللبنانيين، هو من يقرر عنهم، وهو من يمتلك القدرة على تعطيل الاستحقاقات الدستورية، وعلى جر البلد إلى حرب، فيما الآخرون تحت سقف القانون"، موضحاً أنه "نحن اليوم أمام خيارين: إما الرضوح أو المواجهة، فبمجرد أن نسلم لمشيئة "حزب الله" سيُصار إلى انتخاب رئيس جمهورية، لكن في المقابل نكون سلمنا البلد إلى "حزب الله" ووضعناه في محور الممانعة، وهذا ما لن يحصل".
كما أوضح الجميّل أنّ "توحدنا بداية على دعم ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، وهو من يمثل تطلعاتنا السياسية، ولنبرهن عن حسن نية ونكسر الجمود الحاصل، تراجعنا عن معوض، ودعمنا الوزير السابق جهاد أزعور، باعتباره مرشحاً توافقيا"، معتبراً أن "سياسة الانفتاح على الفريق الآخر ومد اليد ووجهت بالتخوين والتعطيل، وبمزيد من الاستقواء والفجور السياسي، هم مستمرون في هذا المنطق حتى هذه اللحظة، حيث تتحفنا قيادات "حزب الله" بتصاريح يومية، تتهمنا بتنفيذ أجندات صهيونية وغربية"، مؤكداً أن "جهاد أزعور لا يزال مرشحنا، بتأكيد من كل الأفرقاء الذين دعموا هذا الترشيح، وقد تبلّغت رسمياً من "التيار الوطني الحر" بأنهم مستمرون في هذا الخيار، كما من باقي الأحزاب ومن النواب المستقلين والتغييريين".
وفي سياق منفصل، أشار الجميّل إلى انّه "التقيت المبعوث الخاص للرّئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وأفضل أن تبقى المداولات بيننا سرية، كمعارضة، دعمنا أزعور، باعتباره خياراً ثالثاً، وليس مرشح مواجهة، فليطرح الثنائي الشيعي اسما توافقيا كما فعلنا"، لافتاً إلى أن الفرنسيون يسعون إلى إيجاد حلول للمأزق السياسي، المشكلة تكمن في أنهم ينطلقون في محاولاتهم هذه من تجربة الـ2016 التي استعمل فيها "حزب الله" الأدوات نفسها التي يلجأ إليها اليوم، أي التعطيل، معتقداً أن الجميع سيخضعون لإرادته في نهاية المطاف"، معتبراً أنّ "المعادلة الفرنسية تقول لماذا إضاعة الوقت؟ فليذهب اللبنانيون إلى هذا الخيار، الفرنسيون يستنسخون التجربة السابقة، ونحن نؤكد لهم أن هذا الأمر لن يتكرر، على أمل أن تبقى المعارضة متماسكة وثابتة على هذا الموقف".
وعن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قال الجميّل إنّه "من دون تحقيق دولي لن نصل إلى الحقيقة، كل الاغتيالات التي حصلت هناك جريمة واحدة، وصل فيها التحقيق إلى نتيجة، هي اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وما كنا لنعرف الحقيقة لولا المحكمة الدولية، في دولة اللاقانون والميليشيا والأجهزة الأمنية المتضاربة لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة إلا عبر تحقيق دولي، وهناك دعم دولي لهذا الموضوع، ونأمل أن ننتقل إلى إقرار آليات دولية للتحقيق".