بالرغم من الاتفاق على وقف إطلاق النار بعد سلسلة من الإشتباكات الدّامية في عين الحلوة، إلا أن المناوشات المسلحة لا تزال قائمة داخل المخيم، وتحديداً بين عناصر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني من جهة، وعناصر من جماعة "جند الشام" من جهة أخرى، حيث يتم تسجيل إطلاق نارٍ بين الحين والآخر وتحديداً في منطقتيْ الطوارئ والتعمير.
وارتفعت حصيلة الاشتباكات الدائرة منذ الأحد، إلى ١١ قتيلاً وحوالي الـ٥٠ جريحاً حتى الساعة.
وفي السياق، أعلنَ محافظ الجنوب منصور ضو في بيان، استمرار توقف عمل الإدارات الرسمية في سرايا صيدا يوم غد الثلاثاء، بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة جرَّاء الاشتباكات.
كذلك، أعلن رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، تمديد قرار إقفال فروع الجامعة اللبنانية في المدينة بسبب الإقتتال القائم.
وفي الإطار، ذكرت معلومات صحفية أنّ اجتماعاً سيُعقد يوم غدٍ الثلاثاء في دار الفتوى بمدينة صيدا عند الساعة الـ12 ظهراً، وسيضمّ النائبين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري إلى جانب النائبة السَّابقة بهيّة الحريري.
ولفتت المعلومات الصحفية إلى أنّه سيشارك في الاجتماع المسؤول في الجماعة الإسلاميّة بسّام حمود إلى جانب عددٍ من المرجعيّات الروحية في المدينة، مشيرةً إلى أنهُ من المُقرّر صدور بيانٍ عن الاجتماع يعكسُ موقف مدينة صيدا الرّافض للاقتتال في المخيم، موضحةً أنّه سيكون هناك استنكارٌ أيضاً لعمليات الاغتيال واستهداف المدنيين عمداً أو عن غير قصد.
كذلك، سيُطالب البيان المُنتظر بوقف إطلاق النار والإحتكام للمؤسسات.
وكانت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة بدورها، أكدت ما توصّلت إليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك من وقف فوري لإطلاق النار وسحب للمسلحين بشكل كامل وتشكيل لجنة تحقيق تكشف المتورطين في كل ما حصل وتسلمهم للسلطات الرسمية المختصة، وذلك برعاية حزب الله وحركة أمل.
إلى ذلك، عينت قيادة حركة "فتح" و"الأمن الوطني الفلسطيني" - لبنان، العقيد أبو إياد شعلان قائداً للأمن الوطني في منطقة صيدا خلفا للواء أبو أشرف العرموشي الذي اغتيل في كمين مسلح في مخيم عين الحلوة مع أربعة من مرافقيه.
وكانت حدّة الاشتباكات قد ارتفعت داخل مخيم عين الحلوة من الصباح، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والمدفعية والقذائف الصاروخية، ثم توسعت رقعتها بين الأحياء لتتحول إلى حرب شوارع، بعدما كانت تتركز على جهة محطة جلول وحي الطوارىء ومحور جبل الحليب - حي حطين، وسمعت أصوات القذائق في أرجاء صيدا وضواحيها، وسط نزوح آلاف السكان من منازلهم جراء التوتر المتزايد.
كما أصبب أحد العسكريين في الجيش بجروح جراء الاشتباكات، وعلى الفور، عملت إحدى الهيئات الطبية على نقل المُصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ويوم أمس، أصيب عددٌ من العسكريين بجروح جراء استهداف إحدى النقاط التابعة لهم عند مدخل المخيم بقذيفة صاروخيّة.
وفي وقت سابق، لفت مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور رياض أبو العينين إلى أنه تم إدخال 11 إصابة من مخيم عين الحلوة منذ الصباح من بينها إصابة حرجة.
وكان المستشفى قد استقبل يوم أمس 25 إصابة ليرتفع عدد إجمالي الجرحى إلى 36 إصابة قبل بعض الوقت.
وأكد أبو العينين أن المستشفى في جهوزية كاملة للقيام بدوره الطبي والإنساني، حيث تم إخلاء الحالات الباردة إفساحاً في المجال أمام الحالات الطارئة جراء الوضع الأمني المستجد في عين الحلوة.
وأعلن أن المستشفى كان قد تعرض يوم أمس لسقوط قذيفتين عليها نتيجة الاشتباكات.
بدوره، تفقد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد النازحين من مخيم عين الحلوة ومنطقة التعمير في جامع الموصللي في مدخل عين الحلوة، يرافقه مدير مكتبه طلال أرقدان وناصيف عيسى " أبو جمال" عضو الأمانة السياسية في التنظيم، حيث يوجد عدد كبير من النازحين.
وقد اطمأن سعد إلى أوضاعهم، مشدداً على أهمية وقف إطلاق النار وتسليم الجناة المطلوبين المسببين بهذه الأحداث إلى السلطة اللبنانية، مؤكداً أهمية "العضّ على الجراح للمساهمة بمعالجة الوضع".
وحذّر سعد من "المشاريع المشبوهة التي تستهدف المخيم، معتبراً أن "العدو الإسرائيلي متربص لنا، وله مصلحة بتفجير الأوضاع".
كما حذر من امتداد الوضع إلى خارج المخيم ومناطق أخرى في حال لم تتم معالجة الموضوع بشكل صحيح وسريع.
ولفت إلى "حال التفلت والسلاح خارج المخيمات"، محمّلاً المسؤولية للدولة اللبنانية للاهتمام بالأمن خارج المخيمات.