أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع أننا "نخوض، اليوم، مواجهة مصيريّة في مجابهة مشروع محور الممانعة المهيمن على الدولة"، لافتاً إلى أن "هذا المحور لا يشبه لبناننا الذي نريده جمهوريّة قويّة تتمتع بدولة فعلية، سيادتها مصانة وقرارها في يدها، جلّ ما يهمها، مصالحها الوطنيّة ومستقبل أبنائها ، لذا لا مكان للرماديّة في هذه المواجهة باعتبار أنه لا يمكن لأحد منا الوقوف متفرجاً عندما يكون مستقبله ومستقبل أولاده في خطر".
كلام جعجع جاء خلال لقائه وفد الانتشار في حزب القوّات اللبنانيّة في معراب، في حضور الأمين العام للحزب إميل مكرزل، الأمين المساعد لشؤون الانتشار النائب السابق عماد واكيم، المفتش العام في الحزب إدغار مارون، الأمينين المساعدين السابقين لشؤون الانتشار: مارون سويدي وأنطوان بارد، رئيس جهاز التنشئة السياسيّة في الحزب شربل عيد، عدد من أعضاء المجلس المركزي، منسقي المناطق، رؤساءالمراكز في الإنتشار وحشد من المنتسبين في الاغتراب.
وجدّد جعجع تأكيد وجوب الابتعاد عن لغة التعميم وتجهيل الفاعل، داعياً إلى ضرورة "وضع إصبعنا على الجرح وتحديد المسؤولين عن انهيار لبنان بأسمائهم، ولا سيما في مسألة الانتخابات الرئاسيّة".
وأضاف: "في هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى بعض المقالات الصحافية التي تعتمد مفهوم التعميم فـ"تخلط الحابل بالنابل" وتُجهّل الفاعل في تعطيل هذا الاستحقاق، كما نسمع عن بعض المرجعيات، ما ترّدده حول تقاعس النواب في تحمّل مسؤولياتهم، وهذا منطق غير مقبول، باعتبار أنه من المفترض أن تسمّي من هم النواب الذين يتقاعسون ولا يقومون بواجباتهم، فنواب المعارضة لم يتخلفوا عن حضور أي جلسة رئاسية وبعضهم كان له مرشّح منذ الجلسة الأولى، كما أنهم لم ينسحبوا من أي جلسة، فيما هناك نواب ينسحبون فور انتهاء الدورة الأولى، وفي بعض الأحيان فور الإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى، من دون انتظار النتائج، بهدف تطيير النصاب وتعطيل الانتخابات".
وشدّد على أن "من أوصلنا إلى هذه الأزمة المتفاقمة هو محور الممانعة، بعد أن وضع يده على السلطة في السنوات الماضية، وهو يتألف من فصيلين أساسيّين: الأول حزب الله ومن يشبهه، والذين بطبيعتهم لديهم مقاربة للأمور "لا دولاتيّة" ولا يجدون أنفسهم من ضمن الدولة، إلا أنه في الوقت عينه، يريدون وضع يدهم عليها لاستنزافها واستخدامها خدمة لمشروعهم ، لأن القضية والأولويات بالنسبة لهم لا علاقة لها، من قريب ولا من بعيد، بمعاناة المواطن اللبناني، فلا صوت يعلو فوق صوت معركة حزب الله حتى لو مات آخر لبناني من الجوع على قارعة الطريق".
وتابع: "أما الفصيل الآخر، فهو التيار الوطني الحر ومن يشبهه، وهؤلاء لا يهمهم سوى تحقيق مصالحهم الخاصة ومكاسبهم الضيقة على حساب الدولة ومواطنيها".
كما أكد جعجع أن المواجهة طويلة، وصمود الناس محوري وأساسي فيها.
ختم قائلاً: "نحن مستمرون في المواجهة السلميّة الديموقراطيّة السياسيّة وفي النضال، إلى حين إيصال الرئيس الملائم إلى بعبدا، وبالتالي ولادة لبنان الذي نحلم به، إذ لم يعد مسموحاً تدوير الزوايا أو المسايرة في خضم هذه الأوضاع المتردية".