"كلمات التضامن لا تكفي".. سياسيون يستذكرون فاجعة انفجار المرفأ

ثلاث سنوات مرّ، على مرور ثالث أكبر انفجار غير نووي، والعدالة تنتظر أمام المرفأ على أنقاض الإهراءات.

وتستذكر بيروت اليوم ومعها كل اللبنانيين، الفاجعة التي دمرت المدنية، وقتلت شيبها وشبابها، وهجرت سكانها.

وفي الإطار، توالت أيضا المواقف الرسمية في هذه الذكرى الأليمة، حيث كتبت قيادة الجيش عبر حسابها على منصة"إكس": "تحل علينا الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت الكارثي مثقلة بالحزن على شهدائنا وجرحانا، عسكريين ومدنيين. لكنْ يبقى أملنا أن لبنان سيتجاوز التحديات ويخرج منها أكثر قوة".

ورأى وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان، في بيان، أن "ذكرى الرابع من آب تركت أثراً بالغاً في الذاكرة الشعبية وفي تاريخ وطن، لا تنسى حتى إذا انكشفت الحقيقة وتحققت العدالة".

وقال: "لا يحل أحد مكان أهل الشهداء والضحايا المعذبين بفقدان أحبائهم. كما لن تعبر أي كلمة ولن تكفي أي مشاعر للتعاطف مع الأهالي. ولكن جريمة العصر لن تمر من دون الاقتصاص من المجرمين وتحقيق العدالة".

كما أصدر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى موقفا بهذه الذكرى، قال فيه: "تأتي الذكرى الثالثة لفاجعة بيروت وجراحها ما زالت تنزف في جسد الوطن وضمير العدالة".

وأضاف المرتضى:" كلمات التضامن لا تكفي، ومواقف الدعم والتأييد لا تمسح دمعةً ولا تضمّد جرحاً،  بل الحقيقة التي تكون نتيجة مسار قضائي عادل مستقل ومستقيم، هي وحدها ما يطالب به اللبنانيون أجمعون".

ورأى أن "ما شهدناه من توظيف سياسي وعدم حيادية بل جنوح إلى درْك تنفيذ أجندات بعض السفارات، كلّها ممارسات من أفراد وجهات ودول إرادت استثمار  فاجعة الرابع من آب تحقيقاً لأهدافٍ بعيدة كل البعد عن العدالة ولا تمتّ الى الحقيقة بصلة".

وختم المرتضى: "عسى أن تكون ذكرى انفجار المرفأ موعدًا للإيمان مجددًا بلبنان ولتمتين الوحدة الوطنية وللوعي للمكائد التي تُحاك لهذا الشعب من جهاتٍ لا تتورّع عن استثمار  فاجعة فظيعة مثل فاجعة انفجار المرفأ تحقيقاً لمراميها الشيطانية".

وبدوره كتب النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة"أكس": "في ذكرى ٤ آب: يقولون اتركوا الماضي وامضوا قدماً. نقول لهم، سنمضي قدماً على ايقاع مطرقة العدالة التي ستحاسبهم ورنين مفاتيح الزنزانات التي ستحتجزهم، وسنستمر حتى تتحقق عدالة الأرض وبعدها عدالة السماء من اليوم وإلى أبد الآبدين".

أيضاً, قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: "لان الحقيقة وحدها تبلسم الجراح، فان الأمل، كل الأمل، بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد أرواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا".

وأما رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، فأشار إلى أنه "ثلاث سنوات مرت على مأساة من أكبر المآسي بتاريخ لبنان واللبنانيين، حدث هز العالم وغير حياة آلاف اللبنانيين وقلبها رأسا على عقب، مع ذلك استطاع النظام الحالي السائد في البلاد إخفاء الحقيقة وتمييع المسؤوليات واتهام أشخاص بريئين وغض النظر عن أشخاص معنيين. استطاع النظام أن يزيد الشرخ والإنقسام في الداخل في قضية أجمع الكون كله على فظاعتها. حقيقة انفجار 4 آب لا تموت ولن تموت والمسؤولون عنها سيكشفون ولو بعد حين وسيحاسبون فيها حساب القانون… وفي يوم الحساب".

من جهته، شدد نادي قضاة لبنان، في بيان "في الذكرى الثالثة لجريمة المرفأ"، على "ضرورة استكمال التحقيق بصورة سريعة ومن دون أي عراقيل، إذ أن نظام الإفلات من العقاب يشكل بحد ذاته جريمة بحق الوطن، ركنها المعنوي هو نية طمس الحقيقة وإخفاء معالمها وركنها المادي هو اغتيال العدالة". وذكر بأن "الحل يكون بإقرار قانون فعلي لاستقلالية السلطة القضائية وبتعديل النصوص القانونية التي تعيق الملاحقة الجدية والفعالة".

وقال نادي القضاة: "عدم تحقيق العدالة في جريمة المرفأ جريمة أكبر بحق الوطن".

كذلك أكدت الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، أنّها لا تنسى ضحايا انفجار الرابع من آب، معربةً عن تضامنها مع عائلاتهم وأحبائهم. وأملت الخارجية الفرنسية، في بيان، خلال الذكرى الثالثة لانفجار المرفأ، بأن "يمضي القضاء اللبناني في استكمال التحقيق بكل شفافية وبعيداً من التدخلات السياسية"، مشددةً على "استمرار فرنسا في الوقوف إلى جانب لبنان".

إلى ذلك، توقف المكتب السياسي لحركة "أمل"، بـ"إجلال في ذكرى انفجار مرفأ بيروت أمام هول ما حصل ونتائجه المدمرة على العاصمة وأحيائها"، متذكراً "الشهداء والجرحى الأبرياء الذين دفعوا دمهم على مذبح الوطن"، ومعتبراً أن "المسؤولية الأساس أمام كل المعنيين هي إنجاز التحقيقات وتصويب مسارها الدستوري والقانوني بما يؤمن تحقيق العدالة لأنفس وراحة الشهداء وعوائلهم، والتحلي بالمسؤولية الوطنية في احترام الأصول بعيداً عن التسييس واستغلال مصائب الناس لغايات ومصالح فئوية".

وجددت الحركة، في بيان، المطالبة مع كل المتضررين من هذه الجريمة، بأن "تتحمل الدولة بأجهزتها استكمال إعادة إعمار وترميم المناطق المتضررة والتعويض بما يعيد الحياة إليها، والتشديد على إطلاق ورشة إعادة إعمار المرفأ ليستعيد نشاطه ودوره الكامل في دورة الاقتصاد الوطني".

كذلك سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري عبر حسابه على منصة "أكس": "دقيقة صمت تكريماً لأرواح ضحايا ‎انفجار مرفأ بيروت، وتضامنًا مع أهالي الضحايا الذين نُشاطرهم ألمهم ونعلم كم هم تواقون لمعرفة ‎الحقيقة ".

وقال الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إنه "يجب تحقيق العدالة في قضية انفجار بيروت، بمعزل عن التدخل السياسي".

بدوره، كتب رئيس "حزب القوات اللبنانية سمير جعجع" عبر "إكس": "العدالة لبيروت بكل ما أوتينا من قوات".

وأما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال: "لبنان لم يكن وحيداً ولن يكون، ويمكنّه الاعتماد على فرنسا".