نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في حديث صحفي، أن يكون أخذ قراراً بالاعتكاف كما ورد في بعض الإعلام ولكنه أكد أنه "دوماً للصبر حدود والله لا يحمّل نفساً إلا وُسعها".
وأوضح ميقاتي أن "مسألة الاعتكاف لا ترد لحد الآن على الأقل في قاموسي، ولكن إذا ما ظلت الأمور تنسج على منوال التعطيل وعدم التجاوب والتعاون فعندها تصبح كل الاحتمالات واردة عندي".
وأضاف: "ليست المرة الأولى التي يواجهنا مثل هذا الكم من العراقيل والعوائق ومثل هذه المناخات التعطيلية، فنحن على دراية بما ينتظرنا منذ اليوم الأول لحكومتنا، ولكننا بتنا نستشعر في الآونة الأخيرة أن ثمة من وضع في حساباته الضمنية أن يقطع الطريق علينا وأن يعرقل حتى عملية تصريف الأعمال التي نقوم بها، وأنه ماضٍ في هذا النهج على رغم كل تحذيراتنا".
ورداً على سؤال، لفت ميقاتي إلى أن "هناك مثل معروف يردّده من يجد نفسه موضوعاً أمام الخيارات المستحيلة والأبواب الموصدة والقائل: مقسوم محرم عليك أن تأكله وصحيح ممنوع عليك أن تقسمه، فكل واشبع. وهذا المثل نرى أنه ينطبق على واقع علاقتنا ببعض المكوّنات السياسية".
و يستطرد ميقاتي، "لا يبادرون إلى السير بالخطوات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية من شأنها أن تطوي صفحة الشغور القاتل، وهم أيضاً يحولون بعناد دون إقرار القوانين الإصلاحية المفضية إلى السير بخطة التعافي، على رغم أنها (القوانين) أشبعت درساً وصارت جاهزة للإقرار فكيف لنا والحال هذا أن نصرّف الأعمال وندير الأمور بالحد الأدنى".
واعتبر ميقاتي أنه "فوق كل هذا يخيّم علينا شبح خطر داهم بدأ يفرض نفسه أخيراً. ففي ظل العجز المتعمّد والعرقلة المقصودة لإقرار قانون إعادة هيكلة القطاع المصرفي، الذي سبق أن وضع وأشبع نقاشاً، صارت المصارف اللبنانية في وضع القاصر عن العمل والعاجز عن التفاعل مع الأسواق المالية العالمية، وفي ظل استمرار وضع كهذا، عندها ووفق ما يعرفه كل الخبراء الماليين والاقتصاديين، سيسهل عالمياً محاصرة قطاعنا المصرفي بتهم شتى مؤذية بل مدمّرة مثل شبهة تببيض الأموال وتغطية عمليات الفساد. وهذا إن حصل لاسمح الله من شأنه أن يزيد من وضع لبنان النقدي والمالي والاقتصادي سوءاً فوق ما يقاسيه منذ أعوام ثلاثة خلت".
وأكد ميقاتي أنه "عندما أطلقت بالأمس تلك المواقف والتحذيرات وقرعت بأقصى قوتي جرس الإنذار ما كنت أتوسّل ذلك بحثاً عن شعبوية أو مسارب للتخفّف من موجبات المسؤولية التي يعلم الجميع حجم ما نعانيه من جراء استمرار تنكّبها، ولكن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت من قلب موجوع بل ومحروق على ما آلت إليه الأمور في ظل لعبة التعطيل التي استمرأها البعض ووجد فيها ضالّته المنشودة لمنازلة الخصوم وتسجيل النقاط عليهم".
وأكد رفضه أن "تكون حكومتنا كيس ملاكمة للبعض أو صندوقة بريد يرسل البعض الآخر عبرها الرسائل إلى من يعنيهم الأمر. وهذا فحوى ما قلته وشدّدت عليه أمس أمام الوزراء الذين شاركوا في الجلسة الأخيرة للحكومة".