لودريان يستكمل جولته على المسؤولين: لا حلّ إلّا بالحوار

استكمل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين، إذ التقى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.‏

وتطرق الحديث إلى "المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي"، وفق ما أفادت العلاقات الإعلامية في "حزب الله".

بدوره، إعتبر لودريان أنَّ "طرح برّي للحوار‎ ‎‏يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد".‏

من جهته، شدّد رعد على "أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي". كما جرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

إلى ذلك، التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال النائب ياسين ياسين بعد اللقاء: "حاول الموفد الفرنسي إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إنَّ هذا الحوار غير دستوري، وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان".

كذلك، استقبلَ لودريان ممثلا كتلة "تجدّد" النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر.

واعتبرت الكتلة في بيان، أنَّ "اللقاء كان إيجابياً وبناءً، ونعّول على الدور الفرنسي كوسيط نزيه لمساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدة "التمسك بالثوابت التي وردت في البيان الختامي لمجموعة الدول الخمس في الدوحة، بتاريخ 17 تموز الفائت الذي أكد على الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، وعلى تنفيذ الإصلاحات وتطبيق القرارات الدولية، وعلى تحقيق العدالة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وعلى انتخاب رئيس يجسد النزاهة ويوحد الأمة، ويضع مصالح لبنان في المقام الأول".
 
وشددت على "الدعوة إلى عقد جلسات ودورات مفتوحة لانتخاب الرئيس، وأكدت على استمرار اليد الممدودة لاتمام الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة إنقاذ بهدف استعادة السيادة والدولة والمؤسسات وحكم القانون والعدالة، والقيام بالإصلاحات المطلوبة، وباسترجاع أموال المودعين"، مذكرة بأن "التقاطع حول المرشح جهاد أزعور بين قوى المعارضة وقوى سياسية أخرى هو نتاج حوارات قائمة كل يوم بهدف إنقاذ الجمهورية".
 
وإذ شددت على أنَّ "الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات"، أعادت التأكيد على "الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق المشاركة في مثل هذه الطاولات، عارضة للموفد الفرنسي أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة".

وانتقلَ بعدها لودريان إلى بيت الكتائب المركزي في الصيفي للقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل.

وبعد اللقاء، قالَ الجميّل: "عبّرنا عن موقفنا من هذه الأزمة التي تمرّ بها البلد، والرسالة الأساسية هي أننا نعتبر أن المؤسسات والنظام الديمقراطي رهينة السلاح والاستقواء، وطالما هذا الواقع موجود فالإستحقاقات مضروبة"، مناشداً "الدول الصديقة أن تُدرك هذا الواقع وتساعد لبنان على تحرير نفسه و"ألا نضع الجلاد والمجلود في المرتبة نفسها".

وأضاف الجميّل "لن نقبل أن يكون ثمن انتخاب رئيس للجمهوريّة هو الاستسلام لحزب الله، فهذا الثّمن لن ندفعه لا اليوم ولا غداً ولا بعد مئة سنة"، لافتاً إلى أنَّ "لم يلاقينا الفريق الآخر إلى نصف الطريق، وأول ما يجب أن يتمّ هو أن يلاقينا حزب الله على نصف الطريق، إنما لدينا قناعة أنَّ "الحزب" يستخدم منطق الفرض والتهديد والإنقلاب على المؤسسات والديمقراطية والبلد".

وبعد الصيفي، توجّه لودريان والوفد المرافق إلى معراب حيث التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع  في حضور النائبين بيار بو عاصي وجورج عقيص، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان وعن الجهاز طوني درويش.

وأكّد جعجع بعد انتهاء اللقاء أنَّ "محور الممانعة يريد مواصلة “التسلط” على اللبنانيين، التي بدأها بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي "معطّلو انتخاب الرئيس محور الممانعة"".

وتابع جعجع: "باسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟"، مضيفًا: "من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت".

وأشار إلى أنَّ "الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار "سمّ في الدسم"".