بالرغم من كل الأزمات التي يمرّ بها لبنان من فراغ رئاسي وانسحابه على باقي المؤسسات إلى الأحداث الأمنية المتنقلة، ناهيك عن الغلاء المعيشي، كل ذلك لم يقف عائقاً أمام السائح والمغترب ليأتي ويستجمّ في لبنان ومناطقه السياحية.
هذا الصيف، عاد النشاط السياحي، مما خففّ وطأة الانهيار المالي ولو مؤقتاً. فكم بلغت أرقام العائدات السياحية؟ وما هي إحصاءات النقابات السياحية هذا العام؟
في مقابلة لـ"بلوبيرد لبنان" مع رئيس الاتحاد اللبناني للنقابات السياحية علي طباجة ، قال إنّ موسم السياحة هذه السنة كان جيد جداً في كل المناطق اللبنانية من جنوب لبنان إلى أقصى شماله، "ففي المطاعم كانت النسبة لا تقل عن الـ 80%، وفي الفنادق النسبة بلغت الـ 100%، وتستمر كذلك إلى أواخر هذا الشهر والشهر المقبل".
وأضاف: "مقارنة مع العام 2010 الذي يُعتبر أفضل موسم سياحي، هذه السنة الأرقام لامست ما شهدته السياحة آنذاك، والسياحة في لبنان كانت تعتمد بشكل أكبر على المغتربين اللبنانيين أكثر من السياح الأجانب، الذين يشكلون الدافع الأكثر تشجيعاً للبلد، وكما توقعنا، المغترب اللبناني هو العامود الأساسي للسياحة الداعمة للبنان".
وفي أرقام هذا العام، كان المغتربون اللبنانيون، يشكّلون 70% من مجمل السياح، و30% من السياح الأوروبيين والعراقيين والمصريين.
وكشف طباجة أنه "حسب التقديرات الأولية هذه السنة، أدخل السياح ما يقارب الـ 6 مليار دولار إلى لبنان، معتبراً أن "هذا رقم لا يستهان به، ففي العام 2010 أدخلت السياحة ما يقارب الـ 9 مليار دولار".
وفي السياق، رأى طباجة أن "أصحاب المؤسسات أثبتوا إيمانهم الكبير في القطاع السياحي، لأنه القطاع الذي يمكن الاعتماد عليه لإدخال العملة الأجنبية، وبالتعاون مع وزارة السياحة التي بدورها تدعم هذا القطاع حسب القدرات والإمكانيات لاسيما في الظروف الحالية التي يشهدها البلد".
وبالنسبة للأماكن التي كانت أكثر استقطاباً للسياح والمغتربين، لفت طباجة إلى أن "كل المناطق اللبنانية شهدت اكتظاظاً بالسياح والمغتربين"، مضيفاً أنه "من اللافت أن السائح الأوروبي كان يأتي ليجول في المناطق الجديدة البعيدة نوعاً ما عن العاصمة".
أما بالنسبة للإحصاءات، فقال: "منذ بداية موسم السياحة هذا العام حتى 15 أيلول، كانت الإحصاءات تشير أنه لدينا مليون وثماني مئة ألف سائح ما بين مغتربين وسياح أجانب وعرب، وبالمقارنة مع العام 2010 كانت الأرقام أعلى بكثير حوالي المليونين ومئة وثمانين ألف سائح".