في خضم السجالات الداخلية والأزمة الخانقة التي يمرّ بها البلد، تبعث تحرّكات قائد الجيش العماد جوزيف عون روحاً من الوطنية والسلام على الرغم من التوتر الأمني الذي شهدته بعض المناطق اللّبنانية في الآونة الأخيرة. الحضور القوي للعماد عون المتمثل بزيارات لافتة، بدءاً من مدينة صيدا التي زارها خلال الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة، مروراً بلقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وختاماً افتتاح مركزإعادة التأهيل الداخلي للمدمنين في منطقة أبي سمرا.
وإذ يتصف العماد عون بالغموض، واتباع سياسة الحياد في معظم المواقف، إلّا أنّه في كلّ فرصة تتاح أمامه، يشدّد على أهمية المؤسسة العسكرية ومثابرتها الدائمة للدفاع عن الوطن، ويلفت بشكل خاص إلى تضحيات العسكريين والإنجازات التي يقومون بها في مجالات مكافحة التهريب والإرهاب، وغيرها للحفاظ على الأمن والسلام في المناطق اللّبنانية كافة. ومن هذا المنطلق، تأتي مبادرات قائد الجيش وسعيه لحماية مركز القيادة خصوصاً مع اقتراب نهاية ولاية الأخير في الأول من كانون الثاني 2024، وبالتالي المحافظة على الصورة النموذجية للجيش اللّبناني وقيادته على حد سواء.
لذا، ومع استمرار سيناريو تقاذف المسؤوليات بين المعنيين، تحت وطأة الشغور الرئاسي، يبقى العماد عون مثالاً صالحاً للقيادة الناجحة، والإدارة البنّاءة، بتغليب مصلحة الوطن والبعد عن المحسوبيات الضيقة والمصالح الخاصة.