بعد نيران الجنوب.. هل يُقحم لبنان في حرب مفاجئة؟

صواريخ نحو إسرائيل وردّ معاد، هكذا يدعمُ الحزب عملية "طوفان الأقصى" التي فرضت من خلالها الفصائل الفلسطينية واقعاً جديداً، تمثّل بتنفيذ هجومٍ عنيف مستمرّ منذ أيّام على عدّة جبهات، ما أدّى إلى توتّر شرس على الحدود اللّبنانية بين الحين والآخر، وسط ترقّبٍ للمستجدّات اليومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتخوّف اللّبنانيين من أيّ "هفوة" قد تفتح على بلدهم أبواب حرب جديدة. 

مشاهدٌ مأسوية للدمار في غزّة نتيجة الغارات الإسرائيلية، تُعيد إلى ذاكرة اللّبنانيين شريط أحداث حرب تموز 2006 المشؤومة، حيث دمّر الإسرائيليون لبنان من جنوبه إلى شماله، وقتلوا أطفالاً أبرياء، وشرّدوا السكان، تحت وطأة التوتّر المستمرّ على الحدود. فهل يدخل لبنان صراعاً مفاجئاً؟

في معرض قراءته لتطوّرات الجنوب، يشرح الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر في حديث لمنصة "بلوبيرد لبنان" أنَّ "التصعيد الذي يحصل خطر، إذا ما استمرّ بهذه الوتيرة، موقعاً خسائر جديدة بالأرواح، إلّا أنَّ حتّى اللحظة لا يُمكن وضع هذه الاشتباكات تحت خانة الحرب، بغض النظر عن التهويل والتحذيرات الصادرة من هنا وهناك".

وإذ يعتبر منيّر أنَّ "الحدود ستعود وتنضبط، بحيث تبيّن لدى الطرفين المتنازعين أنَّ الأمور مُنزلقة نحو اندلاع الحرب، إضافةً إلى كَون أميركا رافضة تماماً لاستدراج لبنان"، مذّكراً أنَّ "الأخيرة كانت قد حذّرت حزب الله عبر الأمم المتحدّة والطوارئ الدولية، آخذةً وعوداً بعدم إقحام الجبهة اللّبنانية في هذه الحرب، فبحسب اعتبارها أنَّ الحرب ستكون داخل غزة فقط".

وفي الإطار، يُشدّد منيّر على أنَّ "المخاوف من دخول حرب في هذه المرحلة لا تبدو واقعية، إذ إنَّ الأمور في المنطقة تسير وفق تفاهمات معيّنة"، لافتاً إلى أنَّ "لا نيّة لحزب الله بدخول أيّ حرب حتّى اللحظة، بل إنَّه يبعث رسائل دعم لفلسطين و"حماس" عبر الحدود".

ويختم منيّر بالقول إنَّ "الوضع غير طبيعي وضاغط، ويستوجب الحذر والمراقبة، لعدم الذهاب نحو مواجهة مفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، لأنها ستكون مدمّرة بشكل كبير"، عازياً "تطوّر الأمور على الحدود، إذا حصل، بالتطوّرات في غزة، خاصةً في حال تمّ تنفيذ عملية برّية على القطاع، كما هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أو حصول أيّ اعتداء إسرائيلي على إيران، إذ حينها سيردّ حزب الله حتماً"، حسب تعبيره.

وعليه، فإنَّ الأنظار باتت بالكامل على ما ستحمله الأيّام القادمة خاصةً وأنَّ كلّ السيناريوهات متوقّعة، في بلدٍ يفتقرُ إلى رئيس للجمهورية وإلى حكومة قادرة على اتخاذ القرارات لحسم الأمر وضبط التفلّت الحاصل، لكي لا يدخل لبنان في المجهول.