استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب مع وفد من المجلس، في حضور الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي الدكتور محمد السماك.
بعد اللقاء، قال الشيخ الخطيب: "كان اللقاء مع سماحة المفتي ومع المرجعيات الروحية، في ظل هذه الظروف، ضروريا لتبادل الرأي. ما يجري في غزة من إجرام ومجازر وقتل ومحاولة تهجير للفلسطينيين والقضاء على القضية الفلسطينية، كان محور هذا الاجتماع، بالإضافة إلى الوضع الداخلي اللبنانيّ ومترتَّبَات هذه الأوضاع، والتهديدات التي يطلقها العدو الإسرائيلي تجاه لبنان. وكانت الآراء متوافقة حول هذا الموضوع. بحثنا أيضاً في موضوع القمة الروحية، ونحن بصدد إتمام المشاورات مع سائر المرجعيات الدينية، حتى يؤخذ القرار النهائي في هذا الموضوع إن شاء الله".
سئل: هل سيكون انتخاب رئيس للجمهورية قبيل العام المقبل؟
أجاب: "نتمنى ذلك، وندعو إلى ذلك في أسرع وقت ممكن. أن تتلاقى في هذه الظروف الصعبة التهديدات الإسرائيلية والأوضاع الاجتماعية فهذا يكفي حتى يتحمل المسؤولون مسؤوليَّتهم ويدفعوا إلى الإسراع في التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي سد كل الفراغات، وتأليف حكومة وغيره. فالمجتمع اللبناني بغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية هو بحاجة إلى توافق، فكيف والإسرائيليون يهددون الآن بقصف لبنان، واعتداءاتهم عند الحدود يومية. يتعرض اللبنانيون للقصف والقتل في قراهم، وهناك نزوح من بعض هذه القرى، وهم بحاجة إلى خطوات من قبل الدولة".
وأكد "أن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وسد الفراغات وموضوع قيادة الجيش، كل هذا ينبغي أن يدفع بالمسؤولين إلى القيام بمسؤولياتهم تجاه هذه القضايا".
ورداً على سؤال، أجاب الخطيب: "لست خائفًا على المؤسسة العسكرية، ولكن ما يجري غير صحيح على الإطلاق، وينبغي أن يكون هناك تحمُّل للمسؤولية، وعدم الانتظار إلى آخر لحظة، فلعبة حافَةِ الهاوية في هذه المواضيع خطيرة جداً".
كما وجّه الخطيب كلمة للعرب، قائلاً: "لا تتركوا فلسطين فهي تنادينا جميعاً وتنادي العرب بالدرجة الأولى، والمسلمين بالدرجة الثانية، وينبغي أن تكون هناك مساندة للوضع الفلسطينيّ. فما نراه غير كاف، يجب أن يكون الموقف العربي أقوى من الموقف الحاليّ، ولا يطلب أحد من العرب ولا من المسلمين أن يرسلوا جيوشهم لمواجهة إسرائيل في هذه الظروف، وهذا هو المطلوب أساساً، لكن على الأقل أن تكون هناك مواقف دبلوماسية، وألا يُكتفى بالاستنكار والإدانة أمام ما يجري من مجازر وجرائم، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني. رأيتم أنَّ أكبر أعداد من الشهداء هم من الأطفال والنساء، وهذا شرف العرب والمسلمين وكرامتهم".
وأضاف: "المطلوب من اللبنانيين قبل العرب أن يتوافقوا أولًا، ثم يكون موقف إخواننا العرب إلى جانب اللبنانيين، فالعرب بإمكانهم أن يساعدوا اللبنانيين للوصول إلى التوافق، ولكن هذا واجب اللبنانيين أولًا قبل العرب".
وتابع: دولياً المطلوب من لبنان أمر واحد هو وقف المقاومة ووقف مساندة غزة، وألا يدافع لبنان عن نفسه وعن قراه وسيادته".