بالرغم من الصراع القائم على الحدود الجنوبية تضامناً مع الحرب في غزة، يبدو أنَّ ثمّة حلحلةً قريبة على الصعيد الرئاسي، إذ بدأت الخيوط التي ستؤدي إلى انتخاب الرئيس العتيد تتجلّى، ما يوحي بفرج قريب، خاصةً بعد زيارة السفير القطري إلى لبنان، كما الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وجولات السفير السعودي وليد البخاري على مرجعيات روحية وسياسية، سعياً لتقريب وجهات النظر والتنسيق، ما يشي بأنَّ الملف الرئاسي يتابَع على أعلى المستويات.
وبعد تجمّد الحراك السياسي كما المبادرات الداخلية والخارجية لأكثرَ من عام، إبان تكرار فشل مجلس النواب بانتخاب رئيس، يبدو أنَّ أطراف اللجنة الخماسية تمارس ضغوطاً حاسمة لحلّ المعضلة، مثمرةً نتائجَ إيجابيةً في ما يتعلّق بمواصفات الرئيس، وفق ما تشير مصادر سياسية رفيعة المستوى لمنصّة "بلوبيرد لبنان".
وتفيد المصادر بأنَّه "من المتوقع بعد اجتماع اللجنة الخماسية خلال الأسبوعين المُقبلين، لمراجعة المواصفات التي أُرسلت عبر برقيات حملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى الكتل النيابية، وحصل على إجابات حولها، أن يحمل لودريان مجدداً إلى لبنان خلاصة هذه المواصفات، ليُصار إلى الإعلان عنها، وبعد ذلك، من الممكن عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب الرئيس، وبذلك فمن غير المستبعد أن تؤتي هذه التحركات ثمارَها في فترة ليست ببعيدة".
ويبقى أنَّ الاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات الداخلية والدستورية، لا يمكن الجزم بإنهائها ما دامت الحرب مشتعلة على الحدود الجنوبية، لكن المفاجآت واردة نظراً إلى حساسية الوضع الداخلي ودقّته.