لفتَ الرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى أنَّ "من النقاط التي جرى النقاش حولها مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هي أنّ كذبة كبيرة خرجت من أوساط غربية مفادها حلّ الدولتين، وكان موقفي واضحاً وتطابق مع موقف لافروف"، سائلاً، "أين ستقوم هذه الدولة، على ركام غزة؟ علماً أنَّ هناك إمكانية لتهجير سكانها بعد تدميرها بشكل كامل، بحيث لم يبقَ من غزة سوى رفح، ويبدو أنّ الإسرائيليين سيبدأون في التدمير المنهجي لرفح، وبالتالي يُفرض على الفلسطينيين بالتهجير إلى كلّ العالم والضفة الغربية وهناك 800 ألف مستوطن. فأين ممكن أن تقوم هذه الدولة. هناك استحالة لكنها مجرد دعاية لبعض من العالم العربي والرأي العام الغربي بإعطاء ربما الفلسطينيين حقّهم ولكنهم لن يعطوهم، ومستحيل ذلك".
وفي تعليقه على الموقف العربي من القضية الفلسطينية، قال جنبلاط في حديث لـ"روسيا اليوم": "لست هنا لأعلّق على الموقف العربي. وأعطيت رأيي في مرحلة معينة، وعندما نرى خارطة العالم العربي فيها مواقف لا بأس بها، ولكنني لست هنا لأتحدّث عن الموقف العربي".
ورداً على سؤال، أجاب جنبلاط: "نريد ونوافق على تطبيق القرار 1701، لكن لا يكون هذا التطبيق إلّا بالاتفاق بين حزب الله والقوى اللبنانية، ومن خلال الدولة، وتعزيز الجيش اللبناني كي يملأ الفراغ في هذه المنطقة، شرط أن نطبق الأمور نفسها على إسرائيل.
وأذكر هنا اتّفاق الهدنة الذي يملي على لبنان وإسرائيل مسافة معيّنة محايدة في شمال لبنان كما فلسطين. إنّما تطبيق اتفاق الهدنة من جهة واحدة، فهذا ليس بمنطق".
وقال جنبلاط: "لا أعتقد أنّ الملف الرئاسي مطروح اليوم، إلّا إذا أتت "الخماسية" بعرض. وهم قالوا إنَّ الرئاسة ملف لبناني داخلي، لذا نفضّل أن يساهموا أيضاً مع الفرقاء اللبنانيين، علماً أنَّ لبعض الدول في الخماسية تأثير على بعض القوى اللبنانية، واللقاء الديمقراطي يقرّر كما يريد. ولكن في الوقت الحاضر الحرب مشتعلة في الجنوب، وكما سبق وذكرت من اللحظة الأولى أتمنّى أن لا نُستدرج إلى الحرب، لكن هناك فريقان، الأول لبناني مع حزب الله، والثاني الإسرائيلي. ومَن يعلم ما هي نوايا العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإمكانية تطوّر هذا العدوان بدعم أميركي؟"
وتابع جنبلاط: "حزب الله والجمهورية الإسلامية ليسا بوارد توسيع الحرب، لكن علينا أن نسأل الفريق الآخر، أيّ إسرائيل وكلّ من يدعمها، الغرب والولايات المتحدة بالتحديد"، مضيفاً، "سمعت بأنَّ هناك ضغوطات على إسرائيل بأن لا توسّع الحرب، لكن نرى ماذا يجري في غزة تحت حجة عملية 7 تشرين الأول 2023، من تدمير وقتل منهجيّين لعشرات الآلاف من المواطنين في غزة".
وعن سؤال حول عدم توسّع "حزب الله" في الحرب من أجل تسهيل وصول سليمان فرنجية إلى بعبدا، أجاب جنبلاط: "لم أسمع بهذا الموضوع، وليس بأمر يعنيني، كوني أتحدّث كمراقب من بعيد، وما يقرّره اللقاء الديمقراطي والقوى السياسية بالتوافق. هذا شأنهم وليس شأني"، لافتاً إلى أنَّ "العلاقة إيجابية مع "حزب الله" ومع كلّ فصيل لبناني أو غير لبناني يقاوم إسرائيل. فلسطين هي الأساس، والصراع العربي الإسرائيلي هو الأساس. واليوم حزب الله يقوم بهذا الواجب، كما كانت الحركة الوطنية في وقت سابق، وكما كانت حركة أمل ولا تزال. كما كانت الأحزاب في مواجهة العدوان الإسرائيلي وكل القوى التي تستطيع مواجهة هذا العدوان مرحّب بها ونلتقي معها".
ورأى جنبلاط أن، "حرب غزة لم تنتهِ. يتحدثون اليوم عن وقف إطلاق نار مشروط بتبادل الأسرى، لكن لم تنتهِ حرب غزة، والإسرائيليون يعملون بمباركة الأميركيين، إلّا ببعض النقاط التي تقول فيها أميركا إنها لا تتفهم إبادة حماس، لكن هذه تفاصيل. ربما يقومون من خلال قطر بترتيب معيّن لوقف الحرب من أجل الإفراج عما تبقى من الأسرى".
وفي الختام، لفت جنبلاط إلى أنّ، "الحرب مستمرّة، والهدف الاستراتيجي الإسرائيلي الذي يكمن في الترانسفير والتهجير القسري، أو الطوعي، فهذا تفصيل في حين أنّ الهدف مستمر، وهو التهويد الكامل لغزة والقدس".