أشار رئيس "شبكة سلامة المباني" يوسف فوزي عزام أن "انهيار المباني أخيرًا في العاصمة بيروت، يفتح ملف الأحياء العشوائية المنتشرة على أطراف المدينة والتي كنا أطلقنا عليها سابقًا المدن المنسية".
وأوضح في بيان أنه "أطلقنا هذا المسمى (المدن المنسية) كون الدولة والمتمثلة بخدماتها، غائبة عن هذه الاحياء التي يقطنها حوالى 700 ألف شخص بكثافة سكانية تصل إلى 39,000 نسمة في الكيلومتر الواحد يغطون مساحة ١٨ كيلومترًا مربعًا من العاصمة ضمن ٦ أحياء سكنية ومجموع الابنية التي يقطنوها هي حوالى 21,000 مبنى وذلك وفق استبيان قمنا به ضمن برنامج GIS لتخطيط المدن".
ولفت إلى أن "معظم هذه الابنية تم تشييدها منذ ما يزيد عن 50 عاماً دون تراخيص والدراسات الهندسية المتوجبة، مما يجعلها تفتقر إلى مواصفات السلامة إن من الناحية الإنشائية أو من الناحية الصحية كأشعة الشمس وحركة التهوئة ضمن هذه الأحياء".
واعتبر أنه "بدلًا من أن تلتفت الدولة الى هذه الأحياء عبر تحسين وضعها، إن لناحية البنى التحتية والخدمات وإن لناحية قوننة واقعهم وملكيتهم لكي يتمكنوا من تدعيم أبنيتهم، قامت الدولة بإدارة ظهرها لهم وتركتهم منسيين".
وأوضح أن "إهمال هذه الأحياء على مدى عقود بدأ يترجم حاليًا بانهيار تلك الأبنية الذي ازدادت وتيرته أخيرًا، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالتغيير المناخي، ما يضع الحكومة أمام واجباتها تجاه مواطنيها والشروع في وضع مخطط توجيهي شامل للمناطق العشوائية يحفظ حق السكن لهؤلاء، ضمن أبنية متينة تحفظ حياتهم لا أن تنهار فؤق رؤوسهم".