أعلن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (الجمهوري عن ولاية كنتاكي) الأربعاء أنه يعتزم التنحي عن منصبه القيادي في تشرين الثاني، وهي خطوة من شأنها أن تمثل نهاية فترة ولايته كأطول ولاية زعيم في مجلس الشيوخ في التاريخ الأميركي.
ويمثل هذا الإعلان بداية نهاية حقبة في السياسة الأميركية.
وكان ماكونيل قوة هائلة على مدى العقود التي قضاها في مجلس الشيوخ، مثيراً غضب الديمقراطيين من خلال إعادة تشكيل السلطة القضائية الفيدرالية، وعمل لاحقًا كصوت توبيخ للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انتقده علنًا لدوره في انتخابات 6 كانون الثاني2021 بسبب الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي.
وفي الآونة الأخيرة، كان ماكونيل هو الصوت الأعلى في حزبه الذي يضغط على الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وقد واجه انتقادات حادة من البعض في حزبه الأكثر ارتباطاً بترامب.
وأعلن ماكونيل عن نيته ترك منصبه القيادي في خطاب في قاعة مجلس الشيوخ يوم الأربعاء، قائلاً إنه كان وقتًا عصيبًا بالنسبة لعائلته بعد فقدان الأخت الصغرى لزوجته.
وقال ماكونيل: "عندما تفقد أحد أفراد أسرتك، خاصة في سن مبكرة، هناك نوع من التأمل الذي يصاحب عملية الحزن، وربما تكون هذه طريقة الله لتذكيرك برحلة حياتك، لإعادة ترتيب الأولويات في العالم الذي سنتركه جميعًا وراءنا حتمًا".
وأضاف: "لقد بلغت 82 عامًا الأسبوع الماضي ونهاية مساهماتي أصبحت أقرب مما كنت أفضل.
وروى ماكونيل بداية مسيرته المهنية في الكونغرس العام 1984، عندما كان عمره 42 عامًا، خلال إدارة ريغان.
وقال: "لو أخبرتني بعد 40 عاماً أنني سأقف أمامكم كأطول زعيم بقاء في مجلس الشيوخ في التاريخ الأميركي، بصراحة، كنت أعتقد أنك فقدت عقلك".
وذكر ماكونيل أنه يؤمن برؤية الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان لأميركا باعتبارها "المدينة المشرقة على التل" التي تشكل قدوة للدول الأخرى.
وقضى ماكونيل الأشهر القليلة الماضية في معركة مع زملائه في حزبه لإرسال مليارات الدولارات كمساعدات لأوكرانيا التي تتصدى للغزو الروسي.
ويعارض الجناح الأكثر انعزالية في الحزب الذي يدعمه ترامب المساعدات، وقد رسم ماكونيل مساعدة حليف الولايات المتحدة بمصطلحات وجودية.
ومع ذلك، قال في كلمته إنه سيغادر القاعة "بكل وضوح وسلام" بشأن الدور الذي لعبه في تعزيز مُثُله العليا.
وتابع: "أعرف السياسة داخل حزبي في هذه اللحظة بالذات ولدي الكثير من العيوب لكن سوء الفهم السياسي ليس واحداً منها. ومع ذلك فإنني أعتقد بقوة أكبر من أي وقت مضى أن الزعامة الأميركية العالمية تشكل ضرورة أساسية للحفاظ على المدينة المشرقة الواقعة على التلة التي تحدث عنها ريغان".
وذكر أعضاء مجلس الشيوخ أنهم فوجئوا بهذا الإعلان. وصافح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر يد ماكونيل بعد الخطاب، واحتضنته السيناتور سوزان كولينز الجمهورية عن ولاية مين، وبكى بعض الموظفين السابقين والحاليين أثناء تصريحاته.