اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن "ما بقي من حركة 14 آذار هي الثوابت كتطبيق الدستور اللبناني بشكلٍ كامل، والتمسّك بسيادة لبنان على كل أراضيه، وهذه المبادئ، وبغضّ النظر عن واقع الهيكلية التنظيمية التي نشأت في حركة 14 آذار، هي التي بقيت إلى اليوم".
وأشار في حديث صحافي إلى أن "الحركة نشأت من مبدأ سيادة لبنان، والثوابت التي أعلنتها ما زالت موجودة عند الأركان السياسية التي انخرطت في الحركة التنظيمية، وهي ليست حزباً سياسياً أو منظمة أو مؤسسة، بل هي فكر وثوابت مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وتتجسّد في الكثير من النشاطات والتحركات الشعبية التي حصلت في السنوات الماضية وخلقت دينامية جديدة لرفض أي شيء من خارج السيادة اللبنانية ورفض أي شيء ممكن أن يدمّر هذه السيادة".
وبالنسبة إلى تأثير غياب الإطار التأسيسي وإمكان عودة هذه الحركة، أكد أن "فكر 14 آذار لم يذهب ليعود مجدداً تحت مسمى جديد، بل هو موجود ويمكن إطلاق اسم 14 آذار عليه أو "ثورة الأرز" التي أسست لهذه الحركة التي دعت إلى تطبيق القرارات الشرعية الدولية، علماً أنها كانت تجمّعاً لأحزاب وحركات سياسية، وأدت واجبها في وقت من الأوقات. ولكن هذا لا يعني أنه إذا كان التجمع السياسي غير قائم، فإن الفكر السياسي الذي أرساه هو غير قائم، فالثوابت لا تحتاج إلى أمانة عامة أو إلى تنظيم سياسي، بل من الممكن أن تقوم عدة أحزاب وعدة أطراف سياسية، بالعمل في الاتجاه نفسه ومن ضمن هذه الثوابت ومن المهم أنها ما زالت مستمرة".
ورداً على سؤال عن السبب الذي أدى إلى إلغاء 14 آذار؟ اعتبر أن "هذه الحركة لم تؤسس لكي تلغى، ولكن لم يعد هناك بنية إدارية بل كانت في ذلك الوقت تقوم بإدارة تجمّع أو حركة سياسية وذلك لأسباب عدة، فقد سجلت اختلافات في وجهات النظر وفي الأمور الإدارية وليس بالثوابت، وعلى سبيل المثال في طريقة الإدارة وفي مقاربة بعض الملفات المالية والاقتصادية وغيرها والتي أخذت بعض الأحزاب والتيارات التي كانت موجودة في التجمع في 14 آذار، إلى تموضع مختلف وإلى تحالفات مختلفة وإلى مقاربات مختلفة وأولويات مختلفة، ولكن الثوابت السياسية والسيادية لفريق 14 آذار، لم تتفكك وما زالت موجودة عند كل مكوناتها كتنظيم إداري".
وحول ما إذا كانت نتائج 14 آذار على مستوى التضحيات التي قُدمت، قال: "إننا نركّز على 14 آذار وفي مقابلها 8 آذار، ولكن 8 آذار ليست منظمة ولا أمانة عامة لها أو أمانة سر أو أي تركيبة إدارية، وهي على نقيض حركة 14 آذار، التي بقيت عند كل مكون من مكوناتها بشكل منفرد أو بشكل مجتمع عند الذين ما زالوا يتناغمون بعضهم مع بعض".
وحول ما حقّقته 14 آذار رأى أنها "أسست لثورة تشرين 2019 لأن الثوابت التي نشأت عليها ثورة الأرز، وبغضّ النظر عن بعض المكونات التي أخذت مقاربات إدارية ومالية وسياسية مختلفة، استمرت في ثورة 17 تشرين وما زالت مستمرة ولم تفشل أو تتوقف، بل هي عمل تراكمي ومستمر لا يتوقف، لذلك لم تذهب التضحيات هدراً لأنها أدت الى نتائج وسوف نستتبعها".
وبالنسبة إلى احتمال عودة لبنان الذي أسّست له "ثورة الأرز"، لفت إلى أن "لبنان ليس بعيداً عن ثوابت 14 آذار، رغم حصول نكسة في الوضع الحالي وحصول أخطاء في الممارسة من قبل بعض الفرقاء، لأن هذا لا يعني نهاية الفكرة والحركة كون الثوابت التي قامت عليها وأبرزها بناء الدولة، هي الأساس وإن كان البعض لم يستطع أن يكمل هذه العملية".