أشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني إلى أنه "صحيح أنَّ الجنوب هو أكثر منطقة تتعرّض بالمباشر للحرب، إلاّ أنَّ لبنان كله يعاني من تداعياتها"، محذّراً من أنه "في ظل المواجهات التي يُقال إنّها تجري وفق "قواعد إشتباك"، قد يقع حدث يؤدي الى رفع سقف الخطوط الحمر وهذا ما يجري بشكل متكرر منذ 8 تشرين الأول، وها نحن اليوم على شفير توسع الحرب التي أقحم بها لبنان لتصبح إقليمية".
وفي حديث تلفزيوني، رأى حاصباني أننا "نعيش نزاعاً اقليمياً دولياً منذ سنوات وتنافساً مالياً وإقتصادياً وصراعاً على النفوذ وخطوط الامداد بين الشرق الأوسط كأكبر تجمع للطاقة وأوروبا كأكبر سوق إستهلاكي لها الى جانب روسيا التي تمتلك الغاز".
أضاف: "اليوم أوروبا محاصرة من روسيا من جهة ومن إيران التي إستطاعت أن تتوسع نحو العراق واليمن وسوريا ولبنان من جهة أخرى وتؤثر على دور هذه الدول بما يتعلق بالعبور الاقتصادي إلى اوروبا. نحن في دائرة حروب قطرها ٤٥٠٠ كلم من أوكرانيا الى باب المندب ومن ايطاليا الى ايران. هذه الدائرة كانت مسرحاً لصراع الحضارات في السابق ولبنان في وسطها. للأسف الشعوب في هذه المنطقة توظّف خدمة للمصالح الدولية وحطباً للحروب وحين تأتي التسويات يتم نسيان هذه الشعوب".
كما لفت حاصباني الى ان "المنطقة تشهد عبر السنين دورات متتالية من الاستقرار وعدم الاستقرار ونحن اليوم في دورة عدم الاستقرار عسى ان نخرج منها قبل العام 2030 ويكون هناك دور للشعوب المتعددة بحكم ذاتها والتصرف بمصيرها المحلي اكثر. نحن نشهد توجهاً في دول المنطقة نحو اللامركزية التي تحفظ التعددية وذلك من دون تغيير لشكل الدول جغرافياّ. يجب ان يكون هناك مرونة في ادارة شؤون المناطق ومراعات خصوصيات مكونات الوطن الواحد لما يخدم مصالح المواطنين ويوفر الاستقرار. الإمارات العربية المتحدة نموذج ناجح في المنطقة عن اللامركزية".
رداً على سؤال عن موقف "القوات اللبنانية" بعد كسر "قواعد الاشتباك" عبر إستهداف حارة حريك، أجاب: "اي منطق هذا الذي يتحدث عن "قواعد الاشتباك"؟ هناك ناس يموتون ومواطنون يهجرون وبلدات تدمر واقتصاد يضرب في ظل هذه القواعد. الجنوب ليس أقل أهمية من الضاحية الجنوبية كي يتغير موقفنا بعد إستهداف شخصية عسكرية فيها، والاشتباك هو أصلاً خطأ. فأي حرب على لبنان مرفوضة من قبلنا كـ"قوات اللبنانية" ولكن عندما يطلب منا ان نتضامن مع من إستجلب الحرب الى لبنان كان الأجدى بهذا الاخير ان يشاركنا كدولة في قرار فتحه جبهة الجنوب".
تابع: "كل دول العالم بما فيها السلطة اللبنانية الرسمية تطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ من الجهتين ونحن كـ"قوات" اول من دعا الى ذلك. فالاجدى تطبيقه وتوفير التكلفة الكبيرة التي يتكبدها لبنان عوض إنتظار قرار شبيه سيأتي لاحقاً. لمن يعتبر ان طلبنا تعزيز حضور الجيش على الحدود جنوباً يحوّله الى حرس حدود لإسرائيل نقول "حزب الله" هو من كان حرس حود لها منذ ما بعد حرب تموز 2006، والقرارات الدولية تطرح انتشار الجيش على كافة الأراضي اللبنانية وليس الجنوب فقط. حين قرّرت إيران ان تفتح الجبهة مع إسرائيل تحت معادلة "وحدة الساحات" إستخدمت اللبنانيين عبر "حزب الله" الشعب اللبناني وحين تريد السير بتسوية تقول لحزب الله "قعود ع جنب". حين يريدون التفاوض يتوجهون الى طهران".
حاصباني أكد أن "حزب الله" لا يحمي لبنان بل من يحميه هو الارادة الدولية والإرادة الشعبية اللبنانية عبر الاتفاق على خطة استراتيجية دفاعية للبنان وليس قوى عسكرية على الأراضي اللبنانية تفاوض إيران باسمها. أردف: "لذلك عندما تكون السلطة الشرعية هي التي تأخذ قرار المواجهة من عدمها، ساعة إذن يتحمل كل اللبنانيين هذه المسؤولية وكذلك المجتمع الدولي".
عن جدية المجتمع الدولي وجدية القرارات الدولية، أجاب: "لمست جدوى وجدية القرارات الدولية حين خرج السوري من لبنان عام ٢٠٠٥ بقرار دولي. فثورة الأرز أنتجت قرارات دولية أدت إلى خروج السوري من عندنا. لا يمكن ان نعتبر لبنان جزيرة مستقلة عن المنظومة الدولية. على الدولة اللبنانية ان تبدأ بتطبيق الشق المعنية به من القرارات الدولية كي لا نضطر لتطبيق ذلك تحت الضغط العسكري".
رداً على سؤال من أن "الحزب" فرض توازن رعب مع إسرائيل، أجاب: "توازن الرعب القائم بين إيران واسرائيل وليس بين لبنان واسرائيل كما يدعي "حزب الله". للأسف ثمّة شباب لبنانيون يتوهمون انهم يموتون من أجل لبنان فيما هم في الحقيقة يموتون خدمة لمصالح إيران. لنتذكّر كيف وقعوا على ترسيم الحدود البحرية وفق المصلحة الاسرائيلية. إيران تقرّر عن "حزب الله" فهو لا يمتلك حرية القرار. لبنان تفصيل ولسنا اساساً، لذا حين تم استقدام الأساطيل الأميركية فليس لردع الحزب بل في إطار الصراع بين إيران وإسرائيل".
ختم حاصباني: "إذا وقعت الحرب الكبرى سنكون كـ"قوات لبنانية" في المكان الذي نحن فيه اليوم اي سنطالب بتطبيق القرارات الدولية فوراً وبأن يلتزم الأطراف الشرعية الدولية. نحن دوماً مع لبنان ضد أي دولة تنتهك سيادتنا".