السلام ووقف الحرب.. صراخ بيروت سينتهي

نعيش اليوم الحرب الإسرائيلية الثالثة على لبنان بعد حربي 1982 و2006، الا أن الوضع الإنساني بات أكثر تدهوراً من أي وقت مضى. وأسفرت هذه الحرب عن سقوط 3000 ضحية بين قتيل وجريح خلال يومين فقط، في مشهد أعاد للأذهان مأساة تفجير مرفأ بيروت العام 2020. ومع تعمق الصراع، تتزايد المخاوف حول مستقبل البلاد ومصيرها المجهول.

منذ 8 أكتوبر 2023، تاريخ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، انخرط "حزب الله" في مواجهة عسكرية لدعم المقاومة الفلسطينية، وبدأت الضربات تتوالى على مناطق متعددة في لبنان. ومع تصاعد العنف، وجد اللبنانيون أنفسهم في خضم صراع يفرض عليهم خسائر فادحة، رغم مناشداتهم المتكررة لتجنب الزج بلبنان في هذه الحرب الكارثية. 
في ظل هذا الوضع، تزايد الغضب الشعبي بين مختلف الطوائف ضد "حزب الله"(الجناح العسكري الإيراني) بسبب استمراره في الصراع، الذي يعتبره العديد من اللبنانيين السبب في تدمير البلاد. ومع ذلك، لا يزال الحزب، المدعوم من إيران، يحتفظ بدعمٍ شعبي في بعض المناطق، خصوصاً في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.

دور المجتمع الدولي
التصعيد الأخير أدى إلى نزوح نحو 900 ألف شخص، 300 ألف منهم عبروا الحدود إلى سوريا، بينما بقي آخرون بلا ملاذ داخل لبنان، ليواجهوا أزمة إنسانية حادة. ورغم الجهود الدبلوماسية الدولية لمحاولة وقف النزاع، لا تزال الاستجابة الدولية دون المستوى المطلوب، إذ يشعر الكثير من اللبنانيين بأن العالم يتجاهل معاناتهم، وكأنها قدر محتم عليهم.
ولم تقتصر آثار النزاع على الضحايا البشرية فقط، بل امتدت لتشمل البنية التحتية الحيوية في لبنان. وتم استهداف نحو 40 مركزاً صحياً، كما تعرضت شبكات المياه لضربات قاسية، ما ترك أكثر من 30 ألف شخص بلا مياه صالحة للشرب. كما فقد العديد من العاملين في المجال الإنساني حياتهم أثناء تأديتهم الواجب، بينهم موظفان من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

محاولة التصدي للأزمة، أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً لجمع 426 مليون دولار لدعم جهود الإغاثة، لكن حجم الاستجابة الدولية لا يزال محدوداً. وعلى الرغم من وصول بعض المساعدات من دول كالإمارات والسعودية وقطر، فإن الاحتياجات الكبيرة في مجال المأوى والغذاء والرعاية الصحية تتجاوز بكثير حجم المساعدات المتاحة.
 
من يدفع الثمن؟

في ظل هذه الظروف الصعبة، تبرز أسئلة ملحّة: هل على اللبنانيين دفع ثمن أخطاء القوى المتصارعة؟ وهل يُطلب منهم انتظار دمار بلادهم قبل أن يتحرك العالم لإنقاذهم؟
ناهيكم عن حالة الإنكار والمكابرة من بعض الأطراف، فإنها لن توفر حلولاً ولن تجلب الانتصار. إنّ توجيه الصراع نحو الداخل ليس سوى دعوة لمزيد من الانقسامات والاقتتال الداخلي، ما يزيد من معاناة الشعب اللبناني ويضع البلاد على حافة الهاوية.
فيما يبقى الحل الوحيد الذي يدعمه كثيرون هو العودة إلى الشرعية والقانون، ودعم الجيش اللبناني باعتباره القوة القادرة على الحفاظ على وحدة البلاد.
وفي ظل هذه التحديات الكبرى، تبقى حرية التعبير حقاً أساسياً يجب الدفاع عنه، لأن اللبنانيون يريدون أن يُسمع صوتهم للمطالبة بحقوقهم في الأمان والكرامة، وأن يُذكّر العالم بأن صمتهم تجاه هذه المأساة ليس خياراً مقبولاً، وأن السلام لهم ولأبنائهم حق لن نتركه لأي مجموعة تريد سلبنا حقنا في العيش بسلام تلبية لمصالح ايران وغيرها. من هنا وايماناً منا بثقافة السلام نعلن انضمامنا إلى منظمة IWPG، غير الحكومية التي تتمتع بالصفة الاستشارية الخاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (UNECOSOC). وتساهم IWPG بشكل فعّال في تعليم السلام للنساء وتعزيز إعلان "السلام ووقف الحرب" ، على أمل مساعدة النساء والاطفال على فهم ثقافة السلام وتطبيقها.