في مشهد يكشف عمق الأزمة السياسية والأمنية في لبنان، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد الجيش العماد رودلف هيكل، حيث تمّ عرض الأوضاع العامة ولا سيّما الأمنية والميدانية. وعند سؤاله عن مدى ارتياحه للأوضاع، اكتفى العماد هيكل بكلمة واحدة: «دائماً».
وفي السياق نفسه، عقد اجتماع في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، واكتفى الأخير عند مغادرته بالقول: «ببركات ستنا مريم كل شي منيح».
هذه العبارات المقتضبة، المليئة بالإيحاءات الإيمانية، تُستَخدم اليوم بديلاً عن الإجابات الصريحة والمعالجات الجدية، وكأنّ مواجهة التدهور الأمني والسياسي باتت محصورة بالدعاء والبركة، لا بالخطط الفعلية والقرارات الحاسمة. هكذا تتحوّل لغة السلطة إلى شعارات مطمئنة ظاهرياً، لكنها تخفي عجزاً عن مواجهة الوقائع الصعبة.